تشرفت وجموع من المسلمين بالصلاة في جامع الفيصلية بمحافظة جدة لفريضة المغرب مساء الاحد الموافق 9-6-1439هـ ثم الصلاة على احد الأموات نسأل الله له الرحمة والمغفرة ولذويه الصبر والسلوان ، ثم انتقلنا الى المقبرة ووارينا ذلك الشاب الثرى، ومما اثار الدهشة غياب وزارة الأوقاف عن صيانة هذا المسجد المبارك وتطويره ليتواكب مع المساجد من حوله التي أقامها أهل البر والخير وكذلك المنطقة المحيطة به..
وهذه المقبرة العتيدة والتي تضم في احشائـها عشرات الآلاف من المسلمين والمسلمات والتي تبعث على الرثاء وحتى والبكاء لهذا الإهمال وانعدام النظافة حولها واسوارها المتهالكة وغياب المسؤولية، والحقيقة المرّة أن معاناة مسجد ومقبرة الفيصلية تنسحب على اغلب المساجد والمقابر على مستوى المملكة.
نحن كلنا راحلون يا وزير الأوقاف من هذه الدنيا وسوف نكون يوما ما من سكان هذه المقابر فلماذا تهمل المقابر والمساجد لتكون بهذه الحالة المحزنة ،قال الله تعالى: ( وأن المساجد لله ) وورد في الحديث الشريف ( حرمة الميت كحرمة الحي ) فالمقابر والمساجد وخدمات الموتى من صميم واجبات وزارة الأوقاف الموقرة، والـسؤال
وكأنهم سوف يخصص لهم مقابر من فـئة (في آي بي ) وحتى خدمات الموتى لم تكن ضمن اهتمامات اوقاف المناطق والمحافظات وتترك هذه الخدمة للجمعيات الخيرية دون ان تساهم الأوقاف بدعم هذه الجمعيات لأنها تدعم من اهل الخير فقط وبعض الداعمين الرئيسيين قد انتقلوا الى بارئهم فتـدنى مستوى الخدمة لضعف الامكانات ..
وحكومتنا الرشيدة لا تبخل ولن تبخل ولكن البخيل المسؤول الذي لا يكلف نفسه القيام بزيارات دورية لهذه المرافق الهامة جدا والاعتماد على مراقبي المساجد وهم أناس عاديين لا يملكون الخبرة والتأهيل ثم انهم لا يملكون برنامجا مجدولا ولا يقدمون تقارير وربما لايـقابلون المسؤول الا عند طلب الاجازة.
زرت بعض مكاتب الأوقاف فوجدت موظفين طيبين يعيشون همّ يومهم بانتظار ما ينقط به مديرهم من أوامر وتوجيهات. وقد اتصل بي بعض المهتمين من أبناء محافظة النماص يشكون حاجـة الجمعية الخيرية بهذه المحافظة للدعم والرعاية وخصوصا خدمات الموتى وغيرها كثير من الجمعيات الخيرية في كل ارجاء الوطن تعيش نفس المعاناة، وهذا نداء لذوي اليسار على مستوى الوطن.
وقبل الختام اتساءل اين دور وزارة الأوقاف عن المساجد المقامة على الطرق السريعة والاحياء الشعبية والقرى والهجر وحتى المقابر ؟! اليست بيوت الله قال تعالى: ( وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود )، والمساجد كلها بيوت الله وفيها القائمين والركع السجود ، يامعالي الوزير وفقكم الله لأداء الأمانة التي حملكم إياها خادم الحرمين الشريفين وقد اقسمتم اليمين، امنحوا هذه المرافق جزء من وقتكم واهتمامكم،
وفي الختام اذكّر بأن بعض المساجد بـحاجة ماسة لتجديد الأثاث والمصاحف وتطوير أدوات النظافة وتفعيلها، وكان الله في عونكم وكل العاملين في وزارتكم وأنتم على باب من أبواب الخير والمثوبة فاغتنموها.
التعليقات