الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

آلامي تنبع من اجمل احلامي – بقلم الكاتب أ. فلاح بن عايض البارقي

آلامي تنبع من اجمل احلامي – بقلم الكاتب أ. فلاح بن عايض البارقي

عندما ننظر لواقعنا المظلم ومجتمعنا القاسي وما يسود الأقرب من الناس إلى قلوبنا من التنكر لنا والتعامل معنا باقسى انواع الجفاء نتفاجأ بأننا نقع في مغبة الحسره والندم ليس الا لاننا نملك قلوبا طيبه واحلاما بريئه كان همها ان تقضي حياتها بين ورود الحب وتنعم بالسعاده وهي تحظى باحساسا مرهفا واهتماما يخيم عليها ليكون درعا واقيا من التخبط في متاهات الحياه وآلام الصد والجفاء .

يؤلمنا ويحطم صروح امالنا هذا الجفاء والواقع المرير الذي لم يكن ضمن حساباتنا ولم نتوقع أن نتجرع مرارته من أقرب الناس إلى قلوبنا. وكم نتساءل هل نحن نستحق كل هذه القسوة وهل مشاعرنا تقوى على كل هذا التنكر والجحود لاسيما أننا نعاني دائما من تهميش احاسيسنا وعدم الإهتمام بمشاعرنا والإنصات للبوح بما يؤرق حياتنا ويقتل السعاده في طيات قلوبنا .

كنا قد حلمنا بأن يمنحونا حضنا دافئا يحتوينا ويهتم بمعالجة ما يسيء لأنفسنا ويكدر صفو حياتنا ويقضي على خوفنا مما تخبيه لنا الأيام من تيارات حارقه لروعة وجمال الحياه التي كنا نحلم بها. ياترى لماذا تنكروا لنا حتى جعلونا نتقمص شخصيات لا تتوافق مع تركيبة أرواحنا الجميلة ومشاعرنا الصادقه ورقة احاسيسنا وصفاء انفسنا .  هل هم احبابنا الذين خابت آمالنا فيهم ونحن كنا نراهم ملاذا آمنا وقلوبا تملأها المحبه لنا . أم أننا كنا ننظر لهم حين جعلناهم محطات للانس والسعادة في حياتنا بعين لاتعرف الكره والحقد والجفاء وسوء الظن .

وهل كانوا أهلا لأن ننزلهم من أنفسنا هذه المنزله. واذا كنا مخطئين في جعلهم كذلك وبعد كل ما رأيناه منهم هل لازالوا أهلا لأن نقدم لهم أصدق حبنا واخلص مشاعرنا. ترى ما ذنبنا لأن نعيش غرباء في أحضان مجتمع كنا نعده حضن سعادتنا وملاذنا الآمن من منغصات الحياه . قد ينتج عن بث التفاؤل الإيجابي لأنفسنا ما يعيد بناء الحطام المتراكم الذي تسبب فيه جفاء من احببناهم وإيقاف نزيف الجروح الداميه التي كادت ان توقف نبض قلوبنا الطيبه وتخفي عنا جمال وروعة حياتنا وما ينتظرنا من مستقبل مشرق .

لنعود لأنفسنا الرائعه التي لم تتخيل قسوة الزمن وتنكر وجفاء أحبتنا ذوي الهوايا الزائفه ولنقول وبكل ثقه واعتزاز أننا بعد توفيق الله نحن من يستطيع تدارك ما بقي لنا من العمر ولنمضي وبقوه تفوق الخيال لنلملم شتات انفسنا ولنستشعر هذا الكم الهائل من الأحاسيس والمشاعر المرهفه المتدفقه التي نمتلكها وتمتلئ بها قلوبنا ولنعترف اسفين بأننا ارتكبنا أسوأ خطأ في حياتنا عندما اتخذنا قراراتنا ونحن في قمة البراءه واحسان الظن وقمنا بمنح كل مقوماتنا تلك لأناس لا يستحقونها وليسوا أهلا للتلذذ والاستمتاع بها او بجزء بسيط منها أو العيش في كنفها .

ولنميز بين من يحبنا من أجل اسعاد انفسنا وبين من يستغل روعة معطياتنا ورقة أحاسيسنا ودفء مشاعرنا لاسعاد نفسه بعيدا عن حرصه على سعادتنا أو تلمس فراغاتنا العاطفيه واحتياجاتنا الروحيه والتفكير فيما يدخل السرور على انفسنا … ولنقول بصوت عالي .. 

* من يمنحنا اهتماما بنينا له وطنا في قلوبنا.
* من يمنحنا حبا صادقا عشناه عشقا طاغيا. 
* من يصغي لنا جيدا أثناء الحديث عن آلامنا ويحاول القضاء على كل ما يكدر سعادتنا وصفو حياتنا جعلناه نبضا لقلوبنا ودما يجري في شراييننا. 
* من يتجاهلنا ويهمش أحاسيسنا كنا له صحراء قاحله تلتهمه نيرانها ويهد قواه الطرد وراء بريق سرابها.

العظماء تميزهم قلوب يملؤها الحب والحنان متجرده من الحقد والكره والاحقاد تسعدها الابتسامه وتأسرها الكلمه الطيبه فليجعلوا من تلك القلوب كنزا غاليا ثمنه حبا صادقا واحساسا مرهفا واهتماما ينبع من الأعماق وتضحيه بالغالي والنفيس من أجل اسعادهم ورسم البسمه على وجوههم وتقديم ما يبدد اسقام ارواحهم .  هل كان اهلا لنيل حبي والسيطره على قلبي من جعل آلامي تنبع من اجمل احلامي.

كان يستطيع فيما مضى تغيير مجرى حياتي بهمسة نابعه من قلبه يملؤها الحب والاحساس الصادق بعيدا عن التلاعب بمشاعري فلم أعد اسمع من هذه اللحظه بغير قلبي ولم يعد يروق لي ويثير اهتمامي سوى همسات الحب التي يرقص ويطرب لها قلبي قبل اذني وتتلاشى على نغماتها احزاني وآلامي وترسم لعيني طريقا مختصرا يصل بي سريعا للسعادة والشعور بالحياه الآمنه ومن يجيد التحدث بهذه اللغه هو فقط من يستحق ان يتربع ملكا على عرش قلبي والسكن مدللا في شغاف قلبي … فقط كن كما يجب .

التعليقات

4 تعليقات على "آلامي تنبع من اجمل احلامي – بقلم الكاتب أ. فلاح بن عايض البارقي"

  1. الله كريم الله الله

  2. دون ان نتعمق في جماليات الخاطره، العنوان فقط يشد من يتذوق الحرف والعبارة المعبره ،شكراً لك أخ فلاح

  3. بيننا كاتب مرهف الاحساس كهذا ولا نعلم. اتمنى ان يستحق أقرب الناس إليك بما كتبت. وياحبذا ان تشاركنا بالمزيد يا عزيزي.
    تحياتي لك

  4. كتبت ما أخشاه ووقعت في مغبته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *