الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

الاخلاق والحياء صفتان متلازمتان لا تفترقان – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

الاخلاق والحياء صفتان متلازمتان لا تفترقان – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 

من كمال إيمان المؤمن والمؤمنة أن يكونا على خلق وحياء عظيمين والأخلاق ترتبط بالرجل أكثر من المرأة، ومن كمال إيمان المرأة المسلمة الحياء، والحياء يرتبط بالمرأة أكثر من الرجل بحكم الفارق في التكوين العقلي والعاطفي وهما صفتان ملازمتان للرجل والمرأة.

من أعظم صفات الرجل سمو أخلاقه، قال الله سبحانه وتعالى في مدح نبيه محمد عليه الصلاة والسلام: ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ومتى ما تحلى الرجل بالأخلاق النبيلة فإنه يحسن الحديث ويحسن الاستماع ويتواضع مهما علا منصبه إلى جانب مرافقته للـصالحين وابتعاده عن أرباب السوابق ومواطن الشبهات، ومن كمال أخلاقه أيضا الحياء ومن سمـة الحياء خفض الصوت وغض البصر، ويقال إذا اشتـد حياء المرء صان عرضه ودفن مساوئـه ونشر محاسنه.

وكما قال الفرزدق في مدح علي بن زين العابدين بن علي رضي الله عنهم: 

يغضي حياء ويغضي من مهابته .. فلا يكلم إلا حين يبتسم

والحياء شعبة من شعب الإيمان، فإذا سقط الحياء عن الرجل أو المرأة أصبح كلاهما بلا ضوابط .. تضبط أقواله وأفعاله وتنظم حركته في المجتمع ويفقد الخوف مما يعاب به أو يذم عليه، إلا ان المرأة لابد ان تتفوق في الحياء، قال الله تعالى: ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء )، نلحظ في الآية الكريمة أن مشيتها على استحـياء وأن كلامها على استحياء أيضا. 

والحقيقة المرّة أن المرأة إذا فقد ت الحياء فإنها تنسلخ من أنوثـتها وتصبح مسخا لا تبني أسرة ولا تصلح ربة بيت ولا تصلح بالمطلق أن تكون أُماً وتذوب شخصيتها في المجتمع بلا مـعنى.. يلهو بها أصحاب الهوى وتنجرف مع هذا التيار أو ذاك الذي لا يحترم انوثتها وخصوصيتها وتعيش بقية عمرها تجتر مرارة الاثم والوزر، والحرمان من الأمان الاسري والمجتمعي وتبقى تندب حظها الذي اوقعها في اتون المعصية ومخالفة ناموس المرأة الرباني.

إن انجرار المرأة للملاعب ومراكز الترفيه بلا محرم يخلع عنها ميزة الحياء وقد ظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر يبعث على القلق والاستهجان والعتب واللوم على أولياء الأمور وكما قال الرسول صلى عليه وسلم: ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )، وما حدث في الحرم النبوي الشري فيعد نقلة  خطيرة في فكر المرأة وثقافتها الدينية والمجتمعية وابتعادها عن الموروث الاسري وقدسية الزمان والمكان..

ومما يطمئن أن الجهات المعنية استطاعت ولله الحمد أن تصل الى هؤلاء النسوة لتوقد في نفوسهن شعلة الايمان وقدسية المكان والزمان ،ونرجو أن يؤخذ على أيديهن للعبرة وعدم العودة لمثل هذا الفعل السيئ الذي يخدش حرمة الحرم النبوي الشريف، وهنا وهناك بعض الخروقات النسوية والرجالية للحياء في المجتمع ولكنها فردية ..

ولن تؤثر بإذن الله على مسيرة مجتمعنا السعودي المسلم في بلد الحرمين الشريفين والجهات الأمنـية  ولله الحمد تعنى بهذا الجانب وتوليه جل اهتمامـها ورعايتها قال الله تعالى: ( ولتـكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ). والله المستعان.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *