صحيفة النماص اليوم :
استطاعت أن تحول الثوب الجنوبي وفن القط إلى لوحات “3D” في محاولة إلى ابتكار طريقة خاصة بدمج التراث الشعبي عبر لوحات الفنون التشكيلية الحديثة، بعد أن احتفظت بفنونها داخل جدران منزلها. الفنانة التشكيلية منى حسين العمري قررت الظهور عبر وسائل الإعلام الاجتماعي لتخطف أنظار من شاهد لوحاتها، وثناء المتابعين بأسلوب طرحها للوحات، حيث بدأت مشوارها الفني منذ ثلاثة أعوام، لتقرر الأن وفي هذه الساعة الان بالظهور أمام زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية لتكشف عن أعمالها وجهودها في تطوير فكرتها. وذكرت الفنانة العمري: أنها تهدف من فكرتها الفنية لإبراز هوية تفاصيل المرأة الجبلية في الجنوب، وما يحمله التراث المنطقة من جماليات، فلم تهمل حتى المسوغات والحناء وكحل العين والطفشة “غطاء الرأس”. وتستغرق بعض لوحات الفنانة العمري لإنجازها 10 أيام، مستخدمة عجينة السراميك وعجينة الورق، فهي تبدأ برسم الفكرة من الخيال، أو تستخدم ذاكرتها أيام طفولتها، أو عن طريق صور حية، لتبدأ بالرسم باستخدام أقلام الرصاص، ثم تجهيز المواد الخام، ثم تجفيفها وتلوينها وإضافة الجماليات لها، مسجلة إعجاب العديد من الزوار والفنانين والفنانات الذين اعتبروا منى “غردت خارج السرب”، وأبدعت في مزج الهوية التراثية مع الفن التشكيلي. وعلى الرغم من مرور أعوام على تخرّج “منى حسين العمري” من بكالوريوس لغة عربية، إلا أنّها لم تستسلم لكابوس البطالة الذي يقتل عند البعض طموحاته ومواهبه، بل استطاعت أن تصنع عالمها الخاص مع “عجينة الورق” و”عجينة السيراميك”، وحظيت بالقبول والإعجاب. و”العمري” البالغة من العمر 30 عامًا، تُشارك للمرة الأولى في مهرجان “الجنادرية 32″، بعد عِدة مشاركات سابقة في مناسبات محلية بمنطقة عسير، إثر تميّزها في فن الرسم بأشكال مختلفة ما بين لوحات “ثري دي”، وقص الخشب، والتميّز فيها بالنحت أو الحرق، واستطاعت أن تلفت انتباه زوار جناح منطقة عسير بحضورها فيه. وأضافت: “لم أكن أميل كثيرًا لهذا الفن، ولكن سبقتني شقيقتي (هناء) في هذا المجال كهواية وكمبتدئة، وأحببت أن أشاركها هوايتها، بل وأنافسها، حتى أصبحت أرى نفسي كثيرًا في هذا الفن، وأحظى بدعم الوالدين والصديقات لما أُقدّم.” وعن أعمالها، قالت “العمري”: “تستغرق عادةً ما بين شهر إلى شهرين في العمل الواحد، وتُباع بأسعار متفاوتة تبدأ من 150 ريالاً، واصفةً الإقبال بالأكثر من رائع، ونسبة المبيعات مُرضية، سواءً في الجنادرية أو في المناسبات السابقة”. وتطمح “العمري” أن تمتلك معرضًا خاصًا بها، وأن تحظى بمزيد من المشاركات التي لا تقتصر على المناسبات المحلية فحسب، بل تتطوّر لتكون دولية.
التعليقات