الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

الأخطاء الطبية بين الإهمال والقدر؟!! بقلم الكاتب د. سعيد بن علي الفقيه

الأخطاء الطبية بين الإهمال والقدر؟!! بقلم الكاتب د. سعيد بن علي الفقيه

 

لاشك أن مهنة الطب من أسمى وأجلّ وأهم المهن، لما لا ؟!! وهي ترتبط بحياة الإنسان وصحته، وأستمرارية وجوده بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى .. ونلاحظ في هذا الزمن أن هناك أمر ظهر بين الناس وشاع!! حتى أنه أصبح حديث المجالس، وموضوعاً للإعلام!! ومادة دسمة  للمناقشة والمداولة، من تحقيق وتحليل!! سواء على المستوى الرسمي عن طريق وسائل الإعلام المتنوعة! أو وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة ألا وهي قضية الأخطاء الطبية!! فهل أصبحت الأخطاء الطبية ظاهرة أم أن ذلك مجرد تخوفاً زائداً من قبل أفراد المجتمع ؟!!

وقبل تناول هذه القضية يجب معرفة قاعدة هامة جداً: ( أن الخطأ الطبي جزءً من العملية الطبية برمتها ) ولو قارنا بين الطب في الماضي والطب الحديث أي في سنواته الأخيرة، نجد أن الأخطاء الطبية في الماضي لم تكن شائعة كما في وقتنا الحاضر!! فما سبب ذلك؟!! هل السبب في جودة الطب سابقاً وتميز الأطباء ؟!! أم عدم وجود أمراض خطيرة كما هي عليه الآن؟!! أم أن الأدوية التي كانت تُعطى، والأجهزة التي كانت تستعمل أفضل مما هي عليه الآن ؟!!

وفي الحقيقة أن النتائج عكس ذلك تماماً!! فالطب الحديث تطور كثيراً، وتطورت الأجهزة الطبية الحديثة والدقيقة، وازداد علم الأطباء ومعرفتهم العميقة في تخصصاتهم الدقيقة، وتطورت العلاجات والأدوية وزادت فاعليتها، وارتفع مستوى الطاقم الطبي أو الفريق الطبي كثيراً!! ولكن ماكان يحدث قديماً وبإختصار؛ أن الناس لم يكن عندهم الوعي الكامل بحقوقهم وحقوق أقاربهم المرضى!! فكانوا مسلّمين ومستسلمين لمشرط الطبيب، وتشخيصه، وعلاجه!! ولن ينقفذ الحالة بعد الله إلا الطبيب، فإذا حدث للحالة أي مضاعفات، أو آثارا جانبية  تصل في بعض الأحيان إلى الوفاة!! تقبلوا الأمر بكل رضاء وارجعوا الأمر إلي إنتهاء عمره ووصوله إلى أجله الذي أجلّه الله له!! 

أما حديثاً فقد عرف المريض، وأقاربه حقوقهم الطبية كاملة، وصار عندهم وعي كامل بحقوق المريض وواجباته.. بل وصار الكثير مطّلعاً على تلك الأمراض ومعرفة الكثير عنها!! فأصبحت الثقافة الطبية، والتوعية الصحية، منتشرة بين أفراد المجتمع !!  كما أن التأمين الطبي الملزم على الطبيب، أعتبره سلاح ذو حدين !! فالنسبة للمريض، أصبح يحفظ حقه فيما لو حصل خطأ طبي لا سمح الله!! ولكنه في ذات الوقت أصبح هناك تراخي، وتساهل، وعدم إهتمام وحرص تام بالمريض كما في السابق!! لأن التأمين يحميه إذا ساءت الأمور!!

نعود لنقول إن الأخطاء الطبية جزءً من العملية الطبية إذا كانت ضمن النسبة المعقولة والتي ليس فيها إهمال، أو تعمد وعليه  فرغم تطور الطب في أمريكا والدول الأوربية فإن الأخطاء الطبية تمثل السبب الثالث للوفيات في الولايات المتحدة بعد الأمراض القلبية الوعائية والسرطان، إذ تحصد أرواح نحو 250 ألف شخص سنوياً، وفق حسابات خبيرين نشرتها مجلة “بريتش ميديكل جورنال..

ولا إحصاء رسمي عن الوفيات الناجمة عن الأخطاء الطبية. وبحسب تقديرات نشرت حديثاً، قد يراوح عدد هذه الوفيات بين 210 آلاف و 400 ألف بين المرضى الذين يدخلون إلى المستشفيات في الولايات المتحدة. وبالتالي فإن الطب في المملكة العربية السعودية يعتبر متطور عالمياً ويحتل مكانة يشار لها بالبنان ولله الحمد ولعل فصل التوائم كشاهد قائماً على ذلك ..

د. سعيد بن علي الفقيه
الرياض 
Drsaeed1000@hotmail.com
Twitter:@drsaeed1000                                                                                                                           

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *