الثلاثاء ١٥ يوليو ٢٠٢٥ الموافق ٢٠ محرم ١٤٤٧ هـ

المدينه ومكة ماتحب المفسدينا – بقلم الكاتب الدكتور/ عبد الله التنومي

المدينه ومكة ماتحب المفسدينا – بقلم الكاتب الدكتور/ عبد الله التنومي

القيادة الفكريه ليست معرفة مكتسبه بقدر ماهي هبة من الله لبعض من عباده. ولكي يطمئن الأنسان أيما اطمئنان فإن المُلك هو أختيار الله ونحن كموحدين مؤمنين علينا مراجعة أية (26) من سورة آل عمران. وفي هذه العجالة نحاول الابتعاد عن التفاصيل ونكتفي بالعناوين حتى لايمل القارئ مقالنا، فنحن نفتقد للإحترافيه .. فلسنا كُتاب محترفين ولكننا مجتهدين وأحاول مجتهداً أن يكون الموضوع شفافا بعيداً عن المجاملة ما استطعنا الى ذلك سبيلا . 

                                                                                                                                                
ومن اجل ان نتحدث عن الفساد يتوجب علينا ان نعرّفه، واظنكم تشاركوني الرأي .. انه ببساطه تجاهلنا ماقاله الله ورسوله. أما أنواع الفساد فهو محصور في ( 5) قوانين لاسادس لها فيما أعلم . وهي في مقام القوانين التي انزلها الله والتي ستبقى الى يوم القيامه فهي من تنظّم حياة الفرد والأسرة والمجتمع. ولنا أن نتعرف على هذه القوانين ( الخمسة) التي إذا التزامنا بها لن نهلك وإن فرّطنا بها أو تجاهلناها هلكنا وهي : الدين، والنفس، والعقل، والمال، والعرض.                                                                                                 
 
وهذه الضرورات (الخمسة) هي الحدود التي بين الإنسان وأخيه الإنسان؛ أياً كان مذهبه أو ديانته. ولكل واحدة منهن ثراء محمود وثراء مذموم. ومن أجل الحث على الفكر المستقيم والبعد عن الفكر السقيم بعث الله 314 رسولاً و 124000 نبي .. لبني أدم آخرهم وخاتمهم (محمد صل الله عليه وسلم) فلا نبي ولا رسول بعده. ولكن يسخّر الله حكماء ومصلحون  و أولهم ابوبكر وعمر ثم من يليهم فيليهم من القرون المتعاقبة للقيام بأمور الناس الى قيام الساعة .                                                                                                                                                                                                                                                                 
ومشكلتنا كمجتمع أننا لانعلم ان للدين فاسدين و لانعلم ان الفكر له مفّسدون وايضاً المال والجاه. ولذلك مجتمعنا العربي يتجاهل المفاسد الأربع ولا يتذكر إلا الفاسدُ في المال. وإذا سمعنا مفردة ثري نما الى عقولنا الثراء المالي ولا نتذكر أثرياء الدين وأثرياء الفكر والجاه انها مأساة الثقافة والمعرفة فنحن قومٌ  لا نقرأ ونفتقد لصناعة الوعي! هذه المقدمة كانت ضرورة ملحّه للوصول الى ما اود الوصول إليه. 
                                                                                                                                             
فالقرأن يخبرنا أن الأمم الفاسدة عاقبها الله بالفناء مثل قوم نوح وقوم عاد وقوم صالح وقوم لوط وقارون وفرعون وكان عقاب الله لهم بسبب الفساد في احدى الضرورات الخمس . كذلك كل حاكم يطغى على رعيته او يشقق عليهم  يفضحه الله او يهلكه ويجعله عبره لمن بعده فيخزيهم الله في الدنيا قبل الأخره والشواهد كثيره فانظر الى علي عبدالله صالح صاحب اضخم امبراطورية فساد وحقوق واموال ضائعة في اليمن ..
 
وكاد ان ينصرف وهو رمزاً مرفوع الرأس لكن الفاسدون لابد أن يفضحهم الله فوضع يده في يد المجوس الحوثي ضد بيت الله الحرام  ففضحه الله على رؤوس الإشهاد وهناك نماذج أخرى ممن فضحهم الله تعالى مثل القرضاوي، والحمدين، والمالكي، وحسن نصر الله، وهناك من انتقم لله منه مثل القذافي وكذلك أمرالله نافذ؛ فهل ننتظر الفاسدون حتى يغرقونا فالحمد لله ان سخّر لنا من ينقذنا قبل الهلاك. 

إذاً الصالحون يقفون مع كل مصلح عندما يقطع أيدي المفسدين ويعيد دوران الضرورات الخمس بين الناس بما يرضي الله فكل البلاد في حاجة لمصلح قوي يعطي كل ذوي حق حقه مثل مافعل عمر بن عبدالعزيز عندما اصلح نفسه في أول ايام حكمه فصلح حال البلاد والعباد بعد ان كان صاحب المشية العُمرية المتبخترة وعطر الغاليه الذي تميز به في شوارع المدينه، وكان مدة حكمه 28 شهراًفقط، وفي هذا الفتره لم يجدوا فقير يستحق الصدقه فامر بشراء الحبوب ونثرها في الجبال والفيافي للطيور .

مشكلتنا أن قواريننا (جمع قارون) لايفصحون عن نصاب الزكاة وهي حق الله للفقراء ولو اخرج صاحب العشرة مليارات زكاتها ومقدارها 250 مليون لما بقي في افريقيا فقير ناهيك عن أبناء الوطن. كما ان مشكلة قواريننا انهم يحبون المال حباً جما فهم يودون ان يزيد المليار مليار أخر ولايهمهم الوسيلة بقدر اهتمامهم بالغاية. ولذلك البعض تضخمت ثروته من ذات اليمين وذات الشمال واختلط حلالها بحرامها.

فنحمد لله ان قيّض لإرضه مصلحون ودلّهم على الاصلاح بأن قبضوا على رؤوس ثعابين الفساد واذكر ان اسرى غزوة بدر قد افتدوا انفسهم اما بالثراء الفكري كتعليم المسلمين. او بالثراء المالي. وهذا قد يكون مناسباً في بعض الاحيان وليس كلها. فألاصلاح يحتاج أرضية صالحه وهذا يعني القضاء على الفساد قبل بناء الاصلاح ..

أما لماذا يعمل المصلح ذلك؟ فهذا لأنه مستشعراً أوامر الله ومستشعراً معنى استخلاف الخلق في الأرض لعمارتها بالعدل وهذا هو الوعي الإيماني  لذلك ننادي بالوعي الفكري كثقافه يستفيد منها الفرد والاسرة والمجتمع ليرتفع سقف الوعي وباقصر الطرق فالعرب لديهم كل شي ولله الحمد إلا صناعة الوعي، وفي هذه المناسبة اتمنى ان يُبنى مركز ابحاث لهذا الغرض يستفيد منه الاجيال القادمه فقد يموت الكثير وهم لايعلمون مالهم وماعليهم فيصبحون خصوماً يوم القيامه فالجاهل في ذمة العالم.

وانني ارى ابناء وطني فخورون لما يسمعونه من تناقل العالم من اخبار إصلاحات وطنا وقد منحنا البنك الدولي المرتبة الثانيه كأفضل بلد ضمن دول العشرين في الاصلاح. وهناك ألقاب اتوقعها في قادم الأيام. واخيرا أضيف ان ولي العهد ذكر في لقائه مع العربيه خارطة الطريق التي سيطبقها على نفسه وعلى غيره كائناً من كان وبعدها احسست بالطمأنينة، وقد اكبر الوطن فعله بالقبض على بعض من ثبت تورطه في الفساد سواء أمراء أو وزراء او رجال أعمال. وفقه الله وسدده وسخّر له في كل قطاع مصلح مثله يعينه على تطبيق خارطة الإصلاح.

 
 
مقالك37
 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *