سُودَةُ عَسِير
تَرَقرقَ الوَدْقُ لمّا لامَسَ السُّحُبـــــــــــا
وتَاهَ في السّودَةِ الشّمّاءِ وانسَكَبـــــــــا
وغازلَتهُ عُيونٌ من مَحاجِرِهـــــــــــــــا
وفَرّشَتْ في الشُّعاعِ الساطِعِ الهَدَبــــــا
هذي هي السّودَةُ الخَضراءُ قدْ شَمَخَتْ
وعانقَتْ في هِيامِ العاشِقِ الشُّهُبــــــــا
وشَعَّ فيها السّنا الوضّاءُ فابتسمَــــتْ
فحَلَّ فيها وغَطّاها وماذَهَبـــــــــــــــا
ضَبابُها السابِحُ المُخْتالُ يلْثُمُهــــــــــا
فيفْتقُ البَرْقُ من بَسْماتهِ الحُجُبــــــــا
تَفوحُ بالعِطرِ والأنْسامُ تَحْمِلُــــــــــــهُ
ويُشْبه الزّهرُ في إبْراقِهِ الذّهبـــــــــا
تَكادُ من حُسْنِها تَختالُ ضاحكــــــــةً
لِيرْقُصَ الصّيفُ في أحْضانِها طَرَبــا
بَهاؤها في عَسيرِ المجْدِ طارَ بِهـــــا
فأذْهلَ الحُسْنُ منها العُجْمَ والعَرَبــــا
وقبّلَتْها الثُّريا حينما عَبَــــــــــــــرتْ
والبَدرُ من حَوْضِها الفِضّيُ قد شَرِبا
إنّ الجَمالَ الذي أمْسَى بِغُرّتِهــــــا
أضْحَى بِوجْنَتِها حَقّاً وما غَرَبــــــــا
كمْ عاشِقٍ في هواها ظَلّ يعْشَقُهـــا
وهامَ فيها … وفيها صارَ مُغْتَرِبَــــا
شعر
رافع علي الشهري
١٤٣٨/١١/٣ للهجرة
التعليقات