سرَحتُ أستلهمُ الذِكرَى بما فِيها
فهامَ شوقي وصار اليوم يرويها
وراحَ يَختالُ في أيامها جَذِلاً
ومِنْ هوَى العِشقِ غنَّى في مغانيها
زمانُها كان طيْفاً مَرّ في عَجَلٍ
وكان من حُسْنهِ الفتّان يُسقيها
ذاكَ الزمانُ الذي أضفَى محاسِنَه
وصاغَها جوهَراً للناس تُهْديها
كان الوئامُ الذي غَطّى منازلَنا
ينسابُ في دُورِنا حُبّاً فيُحييها
وسارَ في كلّ حَيٍّ كي يؤلّفَهُ
على المحبّةِ في أرقَى معانيها
هناك كنّا وكان الودّ يَجمعُنا
فينا المروءاتُ نرعاها ونَحميها
أيادي الخيرِ بالمعروف نَرْفعُها
وليس فيها يَدٌ تأتي لتُثنيها
هُناكَ أهْلٌ وجيرانٌ وذاكَ أخٌ
قومٌ ترَى الجودَ ينْدَى من أياديها
وإنْ تلاقوا فإن السّعْدَ يغْمرهمْ
الله أكبر ماأحلَى تلاقيها
ذاكَ الزمانُ الذي عِشناه غادرَنا
بذكرياتٍ هي الأغلَى بماضيها
ولَّى وأحْبابُنا في عُمْقهِِ رحَلوا
ولم يعدْ غير ذِكْرَى الحُبّ نَحْكيها.
شعر
رافع علي الشهري
١٤٣٨/٨/١٦للهجرة
التعليقات