الجمعة ١٣ يونيو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو الحجة ١٤٤٦ هـ

عبدالناصر العمري .. يروي تفاصيل ابداعاته في متحف لوس أنجلوس

عبدالناصر العمري .. يروي تفاصيل ابداعاته في متحف لوس أنجلوس

 

صحيفة النماص اليوم :

 

يتيح معرض “وقفة” للفنان السعودي عبدالناصر غارم، فرصة لاكتشاف وجه العالم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؛ حيث يقدم أحدث مجموعاته الإبداعية في عرض منفرد أول، بمتحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون “لاكما”، مستلهماً من الحروب التي عصفت بالمنطقة أعمالاً “مفاهيمية” شديدة الإثارة، خصوصاً وأن أحداث سبتمبر شكّلت لـ”غارم” لحظة توقفٍ في الزمن الذي يحاول الفنان السعودي من خلاله إعادة إنتاجه في أشكال إبداعية مختلفة.

المعرض جرى افتتاحه، مساء الأحد 19 رجب 1438هـ الموافق 16 أبريل 2017 ويمتد حتى 8 شوال 1438هـ الموافق 2 من يوليو 2017، يشمل عرض ١١ عملاً إبداعياً من المنحوتات واللوحات والمطبوعات والفيديو التي تم صنعها أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر لعام ٢٠٠١ ؛ حيث التقى “غارم” بالجمهور في مسرح “لاكما” بينغ، ، وتحدّث حول أول معرض منفرد له في الولايات المتحدة، وقدّم فقرة العروض الخاصة من قِبل استوديو “غارم” في الرياض، ويقدم معرض “وقفة” أعمال الفنان السعودي في مجموعات، من أحدثها عمل “تمويه” وعمل مجسم بعنوان “نصف قطب”.

ويأتي المعرض الذي اعتبرته صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” واحداً من أهم خمس مناسبات ثقافية في لوس أنجلوس خلال شهر أبريل؛ ضمن برنامج “المعارض الفنية السعودية”، وهو أحد برامج مبادرة “جسور” التي أطلقتها أرامكو السعودية، ممثلةً في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، وبرعاية أمينة متحف (لاكما)، ورئيسة قسم الفن وفنون الشرق الأوسط ليندا كوماروف.

وصرح مدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، طارق الغامدي، قائلاً: “من دواعي سرورنا في المركز أن نقدم منصة لعرض أعمال الفنان السعودي الأكثر تميزاً في جيله عبدالناصر غارم، ويسعدنا أن نتعاون مرة أخرى مع واحدة من المؤسسات الثقافية الأكثر شهرة كمتحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون (لاكما)”، مشير اً إلى أن المركز يسعى دوماً إلى دعم وتوفير منصات للفنانين السعوديين للتعبير عن عملهم محلياً ودولياً”.

بينما أوضحت “كوماروف” بالقول: “الفنان عبدالناصر غارم ينتمي إلى جيل رائد في المملكة العربية السعودية بتقديمه الفنون المحلية إلى ساحة الخطاب العالمي”، مضيفة: “إنه في طليعة هذه الحركة الفنية، في صنعه للفن خارج نطاق الطرق المعتادة والتقليدية، والمتمثل في لوحاته ورسمه وتصويره وصناعته للتماثيل والمنحوتات”.

ويتشرب عمل “غارم” بعمق فكرة “وقفة” كفرصة للنظر في بعض الانقسامات الحاصلة في العالم، والتي تدفع بالفرد إلى اختيار طريقه في الحياة، مصوراً ذلك في إحدى لوحاته عندما استخدم العلامة الرقمية الشهيرة للوقوف المؤقت (زوج من المستطيلات) ليستخدمها كاستعارة بصرية للأبراج في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، هذه اللحظة المروعة التي تراءت للفنان السعودي “وكأن العالم توقف وقوفاً مؤقتاً، وهو يرى الدمار الذي حل على مركز التجارة العالمي على شاشة التلفزيون”؛ ليعرف لاحقاً أن اثنين من المتورطين في أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانوا زملاء دراسة سابقين.. وكون الفنان عبدالناصر غارم مسلماً وعربياً وضابطاً في الجيش السعودي برتبة مقدم، منح صدى إضافياً لدى زوار المعرض من الجمهور الأمريكي، وفي الوقت ذاته كإشارة تنبيه إلى المعاناة على نطاق عالمي من الإرهاب.

كما يستمد “غارم” أعماله أيضاً من حياته اليومية على الرغم من أن وسائل ومنصات عمله تعكس أسلوب الفن الحديث بشكل واضح، كما أن الزخارف والتصاميم الهندسية والزخرفة العربية تنتمي إلى الفن الإسلامي.

أما في مجموعة غارم الجديدة “تمويه”، تظهر الهندسة المعمارية الإسلامية بكثرة في الفن الذي يقدمه عبدالناصر غارم. كما يقدم المعرض العمل الأخير “نصف قطب” وهو عبارة عن قبة منحوتة مكونة من مزيج من شكلين مختلفين: تأخذ شكل قبة المسجد وخوذة من العصور الإسلامية المتأخرة، ويهدف العنوان المصاحب لهذا العمل شكلين يكملان بعضهما البعض، كشقّي الدماغ الأيمن والأيسر، فالأول يصنع الإبداع والآخر يصنع العقلانية، في العمل الفني المقدم يرمز نصف القبة الأيمن بلونه الأخضر قبة المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

كما أن الجانب الأيسر من القبة منقوش على شكل خوذة مزينة بآيات من القرآن الكريم. تعود إلى القرن الثامن عشر أو التاسع عشر، والتي من المحتمل أن تكون مخصصة للمناسبات الرسمية أو الاحتفالات أكثر من كونها خوذة مخصصة للارتداء في الحرب، ويفصل شقّي القبة قطعة معدنية مكبرة بشكل يتناسب مع حجم القبة لتقي أنف مرتديها وهي منقوشة بجمالية لا متناهية.

يُذكر أن الفنان عبدالناصر غارم من مواليد عام 1973م بمدينة خميس مشيط، وقدم عروضاً عدة في أوروبا ودول الخليج العربي والولايات المتحدة بما في ذلك في مارتن- غروبيوس- باو، بالإضافة إلى البندقية والشارقة وبرلين؛ حيث تخرج “غارم” من أكاديمية الملك عبدالعزيز في عام ١٩٩٢ قبل ذهابه إلى الرياض، وارتاد قرية المفتاحة الفنية في أبها في عام ٢٠٠٣، وشارك مع فناني المفتاحة لتنظيم معرض جماعي في عام ٢٠٠٤م والذي اعتبر منذ ذلك الحين، تجديداً لأساليب ممارسة الفن القائمة في السعودية.

 

معرض31

 

معرض32

 

معرض33

 

معرض34

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *