الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

الصلاح وحسن الظن .. للكاتب أ. عبدالله ضايح العمري

الصلاح وحسن الظن .. للكاتب أ. عبدالله ضايح العمري

–  قال تعالى : –  ” وكان أبوهما صالحا ” –  “فَمَا ظَنّكُم بِرَبّ العَالمِين ” ☆يقولُ ابن مَسعُود: “قسماً بالله ما ظنَّ أحدٌ باللهِ ظناً ؛ إلّا أعطَاه ما يظنُّ” وذلكَ لأنَّ الفَضلَ كُلَّه بيدِ الله ☆اللهمّ إنّا نظن بك : غفراناً ، وعفوآ وتوفيقاً ، ونصرا”، وثباتاً، وتيسيراً ، وسعـادةً ، ورزقا ً، وشفاءً ، وحسنَ خاتمة ٍ، وتوبةً نصوحاً.. وعتقآ من النار .. فهْب لنا مزيداً من فضلكَ واصلح لنا النية والذرية يا واسِـع الفضل والعطاء .

– اخي المربي اختي الأم  ..  في التربية ينبغي : 
 أن نحسن الظن بالله  ونعمل على تهيئة بيئة صحية  للطفل فالدراسات أوضحت أن الحالة الجسمية والعقلية للأم الحامل لها تأثير على مستوى نشاط الطفل وقدرته على التركيز فيما بعد، وتبين أن الإصابة بالأمراض أثناء الحمل أو تعاطي العقاقير أو التعرض للتوتر والقلق الشديد لفترات طويلة ترتبط كلها بالنشاط الزائد للطفل في السنوات الأولى من العمر .

– تعليم الطفل نشاطات هادفة
وتعزيزه إيجابياً عليها ، فالانتباه والثناء على أي إنجاز يحققه الرضيع أو الطفل في سنواته الأولى سوف يقوي السلوك الإيجابي  لديه وفي الوقت نفسه فإن الآباء والإخوة يمثلون نماذج للقدرة على التركيز وإتمام المهمات.

– التعزيز اللفظي للسلوك المناسب
يجب أن يحرصَ الأبوان على إبرازِ أي سلوك إيجابي  يقوم به الطفل وإسماعه عند قيامه بعمل جيد الكلمات التشجيعية ، كأن يقولا له  ” – رائع  لقد أنهيت العمل بنجاح “ويمكن تحديد الأهداف اليومية للطفل ، وامتداح أي جهد يبذله لتحقيق هذه الأهداف.
مع  إخباره بالتحسن الذي أُحرز  فيما يتعلق بالهدوء والنشاط الهادف.

 ألاتفاق مع الطفل على تقديم مكافآت في مقابل السلوك المرغوب الذي يسلكه  ، فإذا نفذ شيئاً تريد أنت أن يفعله فإن له بعد ذلك أن يقوم بعمل شيء يرغب هو في القيام به ،  ويجب أن يكون التعزيزُ متكرراً وبمقادير صغيرة وفورياً على أن يعطى في مقابل تنفيذ المطلوب وليس لمجرد الطاعة.

– يجب أن يعرف الطفل بوضوح ما المتوقع منه ويجب على الآباء أن يقوموا بوصف السلوك المناسب بكل وضوح ودون غضب أو انفعال، كأن يقولا للطفل (تنقلك من شيء إلى آخر سوف يمنعك من إتمام هذه الصورة الجميلة).

-التعزيز إن استخدام التعزيز الموجب هو طريقة محسوسة لتوضيح ماهية السلوك المتوقع من الطفل وثبات أسلوب الأبوين وإمكانية التنبؤ به يعطي الطفل شعوراً بالأمن والهدوء، فقبل الدخول إلى متجر مثلاً قد يقول الأب لطفله: “سوف يكون هناك ضجيج كثير وأناس كثيرون ولكن يمكنك أن تبقى معي وسوف تشعر بالهدوء وأعلم أنه لا يسمح للأطفال بلمس أي شيء ، وبإمكانك أن تحمل هذه اللعبة” أما في البيت فيمكن التقليل من المشتتات بمساعدة الطفل على ترتيب غرفته، وفي المكتب يجب إبعاد الأشياء غير الضرورية والتي تبعث على التشتت.

– تنمية القدرة على ضبط الذات
تعتبر طريقة التحدث مع النفس واحدة من أقوى الطرق المتاحة،  حيث يعلم الطفل أن يوجه سلوكه عن طريق التحدث إلى نفسه ، فبدل أن يتحرك على غير هدى عليه أن يخبر نفسه ماذا يجب أن يفعل ؟ وذلك بصوت مرتفع أولاً ثم بصمت فيما بعد. كأن يقول لنفسه:  ” أريد أن أنهي هذه لذا يجب علي أن أنتبه وسوف ألعب فيما بعد “. كما يمكن تذكيره بأن عليه أن يقول لنفسه “قف وفكر”  ومن الضروري أن يقوم الأهلُ بملاحظةِ قدرة الطفل الفعلية على الهدوءِ والانخراطِ في نشاط هادف على أن يتبع ذلك ثناء لفظي مثل “هذا رائع” .

– التعلم بالنموذج  وهو من الأساليب الهامة في علاج السلوك، والمقصود به تقديم نموذج توضيحي للسلوك المرغوب بطريقةٍ صحيحة ٍ، ويتم جذبُ انتباه الطفل لمتابعة الأداء , ثم يطلب منه أن يحتذي به.

– العلاج الغذائي وذلك بمنع الأطعمة التي تزيدُ من النشاطِ لدى الطفل مثل الحلوى التي تزيد الطاقة لديهم

 العلاج السلوكي:  ويعتمد على مجموعةٍ من الأساليبِ التي تهدفُ إلى زيادة معدل ممارسة السلوك المرغوب فيه, أو تعليمه سلوكاً جديداً , أو خفض معدل ممارسته لسلوك غير مرغوب فيه. والعلاجُ السلوكي هو انجح أسلوب في علاج النشاط الزائد لدى الأطفال

? أخي الأب  – تذكر  قوله تعالى  “وكان أبوهما صالحا ” ثم أرحم ذريتك  وأجتهد فهم مشروعك الأول  .

☆ ولنجاح هذا المشروع، اتبع
ما أخبرنا به الصحابي الجليل “عبدالله بن مسعود” عندما كان يصلي في الليل وابنه الصغير نائم فينظر إليه قائلاً:  من أجلك يا بني، ويتلو وهو يبكي قوله تعالى:  “وكان أبوهما صالحاً”.

نعم إن هذه هي الوصفة السحرية لصلاح أبنائنا، فإذا كان الوالد قدوة وصالحاً وعلاقته بالله قوية، حفظ الله له أبناءه بل وأبناء أبنائه، فهذه وصفة  ومعادلة ربانية أثمرت .

كما أنه في قصة سورة الكهف حفظ الله الكنز للأولاد  بصلاح جدهما السابع. ما يجعلنا نتبع سبل الرشاد والصلاح ونقف للتأمل ومحاسبة النفس لننجو  وينعم من بعدنا إن شاء الله . وبالله التوفيق .

 

مقالك37

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *