الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

المتهورون والعقاب الرادع – بقلم الكاتب أ. عامر الشهري

المتهورون والعقاب الرادع – بقلم الكاتب أ. عامر الشهري

 

 

ما إن تتحرك بسيارتك من منزلك إلى عملك أو مشاغلك الأخرى فأنت تضع يدك على قلبك، فبعدما تقول “توكلت على الله” تلحقها بـ “الله يسترنا من هالمتهورين”، لأن شوارعنا بكل أسف أصبحت تئن مما يقع عليها من أناس بكل أسف أقل ما يقال عن البعض منهم أنهم لا يستحقون أن يجلسوا على مقعد القيادة.

قديما كانت حوادث السيارات بنسبة كبيرة تقع من السائق نفسه نتيجة خطأ ما، أما اليوم فقد تسير “في أمان” ويأتي متهور ويصدم سيارتك من أي جهة، تارة بقطع الإشارة وأخرى بعكس السير وثالثة بالتجاوز الخاطئ وغيرها الكثير والكثير، فإذا بك أنت أو سيارتك أو الاثنين معاً ضحية متهور يظن أنه يسير بمفرده في الطريق وأنه ملك له يسير فيه بالطريقة التي يراها مناسبة.

ترى ماهو الإجراء والعقاب الرادع لهؤلاء المتهورين؟ وهل يكفي أن يعطي مخالفة بمبلغ مالي ـ أرى من وجهة نظري المتواضعة ـ أنه بسيط مقارنة بالفعل، فحبذا لو كانت العقوبة مع مضاعفة المبلغ أضعاف أضعاف وضعه الحالي إضافة إلى السجن، وفي حال التكرار يتم مضاعفة المبلغ المالي ومدة العقوبة، وهكذا.

على الجانب الآخر، هناك إهمال وقصور في مسألة التوعية سواء في المدارس أو الجامعات أو حتى عبر وسائل الإعلام، فمن الأولى أن تستغل هذه المنابر للتنبيه والتحذير من مخاطر التهور وارتكاب بعض المخالفات التي قد تؤدي ـ لا قدر الله ـ إلى ضحايا أو عاهات مستديمة.

والأمر المؤسف أنه حتى على مستوى المنزل أو الأسرة فُقد القدوة، فماذا سيكون حال صغير السن أو الشاب حينما يشاهد بأم عينه والده يقطع الإشارة، أو عند ازدحام الطريق يصعد الرصيف متجهاً للطريق الآخر؟ وهو أمر يجب أن نتوقف عنده كثيراً، فالأسرة ممثلة في الأب من الأولى أن تكون هي من يقوم سلوك الشاب ويردعه عن مثل هذه التصرفات التي قد يكون من نتائجها حياته أو حياة أبرياء لا ذنب لهم سوى أنه يقودون سياراتهم في طرق مليئة بـ “المتهورين”.

خاتمة

يرى بعض المشايخ والعلماء أن التهور يعتبر أمراً محرماً، وإذا ترتب عليه قتل فالسائق قاتل، وصُنف على أنه من نوع قتل “الخطأ”.        

 

عامر الشهري – الرياض

am_alshry@hotmail.com

 

مقالك37

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *