كثيرةٌ ومتعددةٌ هي ممارسات العقوق والجحود للأوطان ، ولا تقتصر على الخيانات العظمى كالتخابر مع الأعداء في أوقات الحروب والأزمات ، كما أنها لا تنحصر في الإرتماء في أحضان المنظمات الإرهابية التي تخطط لزعزعة أمن الوطن وترويع الآمنين . فهناك مظاهر عقوق أخرى لا تقل فداحةً عن الخيانة أوإرتكاب العمليات الإرهابية بل هي خيانةٌ مستترةٌ تحت جلابيب الأعمال الخيرية .
ومن ذلك ما طالعتنا به الأنباء مؤخراً عن تبرع رجل الأعمال السعودي صبحي بترجي الذي ظهر في إحتفالٍ خارج وطنه أعلن فيه مقدم الحفل عن تبرعه بثلث ثروته للبلد مقر ذلك الحفل ، وأكاد أجزم بأن هذا التبرع لم يكن لوجه الله أو ابتغاء مرضاته بقدر ما هو تنصُّلٌ من واجبه تجاه وطنه الذي نمت وفاضت فيه ثروته وفي طليعتها سلسلة مستشفياته ( السعودي الألماني ) المنتشرة في مناطق كثيرة من المملكة ولم نسمع أو نقرأ بأنه ساهم في مساعدة بعض المعدمين من المرضى الذي حدت بهم ظروفهم الصحية إلى تلك المستشفيات ..
وأرى بأن تبرعه لا يخرج عن كونه تواطؤٌ متعمدٌ لمصلحة الكوادر الأجنبية العاملة في شركاته ومستشفياته بعدما أشيع بأنه سيطبق عليهم ما هو معمول به في الدول الأخرى من إلزامهم بدفع ضرائب مستحقة فضلاً عن أنَّ إعلانه التبرع في الخارج يُعدُّ أسلوباً من أساليب التحايلٍ لعدم دفع بعض الإلتزامات المواكبة للتنظيمات الجديدة تمشياً مع رؤية المملكة المنتظرة 2030 .
ولأن الشيئ بالشيئ يذكر كما يقال فكلنا نتذكر جيداً بأن هذا البترجي هو صاحب التصريح الشهير ( كفاية ..دلع ) تجاه أبناء وطنه ، فكيف يكون الربط بين عواطفه الجياشة التي حملته على التبرع خارج الديار وبين تهجُّمه وصلفه في ذلك التصريح على مواطني بلده .
وأعتقد أنه بات لزاماً دراسة وضع أسس وضوابط لمن يظهر في حفل خارج وطنه مرتدياً الزِّي الوطني في الوقت الذي ليست له صفةٌ رسميةٌ كي يعلن عن تبرعه بثلث ثروته لما في ذلك من الجحود ونكران حق الوطن عليه والله من وراء القصد .!!
Muhammad 408165@Gmail.com
التعليقات