لم يتجرأ المنافقون ولا التغريبيون ولا أهل البدع على لمز وغمز ثوابتنا الدينية وعلمائنا ودعاتنا مثلما تجرأوا ويتجرأون عليه في هذا الزمان، حتى تجاوز اللمز والغمز والتلميح إلى التصريح ! فقد استقطبت بعض الصحف الورقية الكثير منهم وقالت لهم هيت لكم، اكتبوا ماشئتم وانقدوا من شئتم من أهل العلم الشرعي، بحجة أن ذلك من باب حرية الرأي، الذي يتطلب سماع الرأي الأخر حتى وإن كان مخالفاً للدين والقيم الحميدة والعادات النبيلة.
والمؤسف المحزن أن جلّ هؤلاء الكتاب المستقطبون معروفون بتوجهاتهم التغريبية واللبرالية، ومعروفون بهشاشة أفكارهم، وتدنيها وضحالة ثقافاتهم الشرعية، وهم مشهورون عبر تغريداتهم الخاصة بعداوة أهل التدين والصلاح ومن الناقمين على الصحوة وأجيالها ودعاتها والتي لم تأت إلا بخير عميم، وهم من الداعين إلى التحرر المطلق والسخرية من العادات الإجتماعية الحميدة والقيم الدينية، والفضيلة على حدٍ سواء.
ولم تفتأ بعض القنوات الفضائية تستقطب هؤلاء السفهاء وتنبري للنيل من ثوابتنا الإسلامية ومن علمائنا وشيوخنا الكرام الذين يتصدرون لتعليم الناس وإفتائهم في أمور دينهم ودنياهم، فيما يتوافق مع الشرع الحنيف! وقد سخّرتْ هذه القنوات الفاسدة الهابطة كل امكاناتها لبث السموم القاتلة لكل فضيلة وتقى وصلاح، بكل جرأة وصلافة …
فكم انبرت وتنبري لمتابعة ورصد وتحرك أهل العلم، في محاضراتهم وندواتهم وكتاباتهم، لتطرح على المجتمع السعودي المحافظ والمجتمعات المسلمة الأخرى من حين إلى أخر ماتُشوه به صورهم أمام الناس، وكأنها تقول لهم لاتسمعوا منهم ولاتأخذوا بفتاواهم وأقوالهم … فهم كاذبون منافقون…! ولم يسلم هؤلاء العلماء والدعاة والمصلحون من أذى هؤلاء السفهاء حتى في حياتهم الخاصة، وفي صورهم مع أولادهم وأقاربهم…!
ألم يعد الأمر مكشوفاً وواضحاً للناس قاطبة، برهم وفاجرهم أن الهدف هو طمس ثوابت ديننا وتغريب مجتمعنا تغريبا مشيناً فاضحا، يختزل الهوية الإسلامية بحذافيرها؟ ألم يتبين لكل ذي لبّ أن شر التغريب قد استشرى وأصبح الشق في القربة كبيرا لاتوجد له رقعة كافية؟.. حتى يوشك خطره أن يبتلع كياننا العظيم الذي بذل فيه مؤسسه عبدالعزيز أل سعود وأبناؤه من بعده كل غال ونفيس حتى بدا للدنيا شامخاً سامقاً يتلألأ بدستوره؟
إن هذه البلاد هي محضن الحرمين والمشاعر المقدسة ومهبط الوحي وأرض الرسالة والنبي والصحب ومنطلق الدعوة، وهي منهل الحضارة الإسلامية الكبرى التي ينعم بها العالَم كله، هي ذات خصوصية وتستحق أن يكون لها خصوصية، فهي المرجعية لكل فضيلة وعلم شرعي وهدى وصلاح، ويجب أن تبقى نبراساً يستضيء الناس به في شرقهم وغربهم وشمالهم وجنوبهم!
وليس كما يدّعي التغريبيون السفهاء ويطبلون له ويروجون ويقولون بملء أفواههم .. لاخصوصية لنا ويجب أن نقلد الغرب في حريته المطلقة وكأنهم يريدون أن نفعل مثلما فعل المنقلبون على الكنيسة هناك، متجاهلين أن الدين عند الله الإسلام، وأن من يبتغ غير الإسلام ديناً لن يقبل منه، وأن ديننا هو الخاتم وليس كالأديان التي حُرّفتْ ونُسختْ بالإسلام العظيم. ولاريب أن الجرأة على الدين والثوابت والعلماء، والتي تعتبر في مجموعها أصلٌ في بناء دستور بلادنا، يعتبر دعوة من السفهاء لتقويض الكيان بكل مكوناته فلانكون بعده أبداً…..
حمى الله ديننا وبلادنا وولاة أمرنا وعلمائنا من هؤلاء السفهاء … الذين يسعون لشق القربة وخلق الفرقة وخرق السفينة!
التعليقات