ليس هناك من شيء تراه أوتسمعه عن (ترامب) إلا وهو مختلف، الحديث ليس حديث السياسة وإلانفعالات ليس هي ذات إلانفعالات . حتى اولئك الذين هرموا في (التنجيم السياسي) وإتخذوا من التحليل والتوقعات السياسية مهنة لهم ، ظهرت شباك توقعاتهم بخفي حنين .
(ترامب) يعلم قوة مواقع التواصل فسارع وأتخذ منها أعلاماً مقروءا ومسموعاً، وأصبح يغرد لهم بطعم (الصراحة الإنفعالية) وهذا ما يحبه العامة وتكرهه النخبة.
جرت العادة أن يتخذ الساسة من ميكافيلي عراباً لهم ، هم يعشقون كتابه (الامير) ويصنعون من نظرياته تعاويذ سياسية . غير أن (ترامب) يختلف مع تلك التعاويذ ويفضل (الجدل المرائي) ويميل إلى الحيل والمهارات التي تحدث عنها (شوبنهاور) في كتابه (كيف تكون على صواب دائم حتى ولو لم تكن كذلك ) ومنها أغضب خصمك حتى تظهر عيوبه .. والمصالح فوق العقل .
(ترامب) يمثل حركة فكرية .. أجاب على ذلك بقوله إنها حركة وليست حملة إنتخابية، وهذا واضح من أقوله وأفعالة، غير أنه ليس مثل (مهاتما غاندي أو نيلسون مانديلا ) سيمتنع عن الطعام من أجل تحقيق مطالبه .
هناك رؤية مختلفة يريد بسطها على أرض الواقع ومفاهيم جديدة ينادي بها . ويرى أن كثير من الأنظمة قد أكل عليها الدهر وشرب، وهي في حاجة إلى إلاجتثاث .
نادى آدم اسميث وهو مؤسس الرأسمالية في كتابه (ثروة الامم) بمفاهيم إقتصادية منها قوله ( دعها تعبر دعها تمر) وهي قاعده من قواعد التجارة الحرة الآن.
(ترامب) يختلف مع ذلك، وله تصريحات كثيرة إعترض فيها على منظمة التجارة الحرة . له فلسفته في النجاج فهو رجل مال ومعد برامج تلفزيونية وله كتب تتحدث عن قواعد النجاح، في كتابه (فن الصفقة) يقول ضع هدفك عالياً ثم إدفع إدفع حتى النهاية .
يحارب الإعلام ويطلق عليه عبارات قاسية وعجــّل بظهور مفاهيم ثقافية كانت تجد صعوبة في الظهور . قال عن الإعلام والنخب المثقفة (أنهم من أقل البشر أمانة على وجه الأرض) وهذه بحد ذاتها تغنيك عن قراءة كتاب باسكال بونيفاس (المثقفون المزيفون)
فقد تحدث عنهم بمثل ذلك .
العادة أن من يشبهون سلوك (ترامب) يستعجلون النتائج، ولا يحبون الحلول المبسترة أوالحلول طويلة الآجل، يفضلونها دائماً سريعة وطازجة بطعم الصراحة .
التعليقات