الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

ابن فروة والقصبي .. وبينهما إعلام مختطف! – بقلم الكاتب أ. بندر علي الشهري

ابن فروة والقصبي .. وبينهما إعلام مختطف! – بقلم الكاتب أ. بندر علي الشهري

 

* بعد الحُكم الابتدائي من المحكمة الجزائية بأحد رفيدة بسجن الداعية سعيد بن فروة ٤٥ يومًا على خلفية قضيته الشهيرة مع الفنان ناصر القصبي، ورغم أن الحُكم ابتدائيٌّ، وليس نهائيًّا، إلا أن الملاحظ وبقوة هو احتشاد طيف واسع من الإعلام المحلي المؤثر لتسليط الضوء بشكل كبير على ذلك الحُكم، بما يشبه الاحتفائية والتشفي والشماتة، وليس من باب النقل والمهنية فقط، من خلال بوادر وشواهد واضحة.
 
* أولى تلك البوادر الجلية التي كشفت ذلك التحيز المعلن ظهرت من خلال البرنامج الشهير الذي يبث عبر القناة التي يقدم من خلالها القصبي أعماله الأخيرة؛ إذ ختم المذيع المعروف حلقته، التي لا علاقة لها بالقضية أصلاً، قائلاً: “إن الحكم الذي صدر بحق ابن فروة جاء ليؤكد أن القضاء السعودي قضاء عادل ونزيه ومستقل، ولم يوضع في سلة أو يتبع لناس أو فكر معين، بل هو مع العدالة دون غيرها”!
 
ثم قام بعرض تسجيل صوتي للقصبي خاص وحصري للبرنامج، يعلق من خلاله على الحكم، يكرر فيه كلام المذيع نفسه، وزاد عليه “إن الحكم جاء ليؤكد شجاعة القضاء في السعودية”!
 
* لم يتوقف التعليق على الحكم بما يشبه الاحتفاء والتشفي والشماتة على أكثر من برنامج تلفزيوني فقط، بل توسع الأمر حتى شمل أخبار وتقارير الكثير من الصحف وأعمدة وزوايا الكتّاب؛ إذ شرعت المساحات وخُصصت الكثير من المقالات للاصطفاف والتحزب مع القصبي، وإعلان ما يشبه الانتصار بذلك الحكم.
 
* الآن، وبعد مرور شهرين ونصف الشهر على الحكم الأول، صدر (قرار) محكمة الاستئناف مطلع الأسبوع الحالي، الذي أوضحت من خلاله أنها لا تؤيد الحكم السابق من المحكمة الجزائية بحق الداعية ابن فروة لملاحظات عدة، شرحتها من خلال وجهة نظرها. وبعد صدور هذا القرار لم نشاهد تلك المهنية والاستقلالية والنزاهة في عمل من طالبوا جهاز القضاء بها، وشددوا عليها في المرة الأولى، رغم عدم احتياج جهاز القضاء لتلك الشهادة؛ لكونه فوق الشبهات – إن شاء الله تعالى -؛ إذ أظهرت برامجهم ما يشبه التعامي والتجاهل تمامًا للقرار الجديد، وبالتوازي مع ذلك اختفت التغطيات والمساحات الصحفية التي أُفردت عند ظهور الحكم الأول.
 
الكلام نفسه ينسحب على الكثير من كتّاب الزوايا والأعمدة الصحفية، الذين غابوا تمامًا عن المشهد فيما يشبه المقولة الساخرة “اعمل نفسك ميت”!!
 
* نحن هنا لسنا بصدد الحديث عن المخطئ من المصيب؛ لأن القضاء هو أجدر من يمكنه الفصل والحكم في ذلك.. ولسنا بصدد الاصطفاف مع تيار ضد تيار آخر؛ لأننا لا نقبل أن نكون ممن ينطبق عليهم بيت الشعر الشهير (لا تنهَ عن خلق وتأتي مثله………..)، لكنا في المقابل لا يمكن أن نخدع أنفسنا، ونخدع الناس، ونقول إن السواد الأعظم من إعلامنا كان موضوعيًّا ومهنيًّا ونزيهًا في تناول هذه القضية، أو أنه – وهذا هو الأهم – لا يسيطر عليه تيار واضح وصريح، وهذا التيار يحاول بكل طريقة إقصاء وتحييد التيار الآخر!
 
* ختامًا، قليلاً من المهنية والموضوعية يا إعلامنا، ولنبتعد عن الاصطفافات والتحزبات التي لا تخدم أحدًا؛ فنحن في النهاية أبناء وطن واحد، وليس هذا وقت التشرذم والفُرقة.

 

مقالك37

التعليقات

تعليق واحد على "ابن فروة والقصبي .. وبينهما إعلام مختطف! – بقلم الكاتب أ. بندر علي الشهري"

  1. اخي ابو تركي

    اسعد الله مساك لقد اصبت كبدالحقيقة فيما طرحت لك الشكر على ماتسطرة دوما في صفحات النت من مقولات مميزة ونطالب بعودتك الى موقغ سبق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *