اخواني : – بعد السلام عليكم . أسأل الله أن يتولى إيفاءكم مثوبة ورفعة تكافئ جهودكم في قراءة المقال والعمل بمضمونه .
- يذكر أن الحجاج قال : لسعيد بن جبير أنت شقي بن كسير
– فرد سعيد : أمي أعلم بإسمي حين أسمتني .
* – فقال الحجاج غاضباً
” شقيت وشقيَت أمك ”
– قال سعيد ” إنما يشقى من كان من أهل النار ” فهل أطلعت على الغيب ؟
☆ فرد الحجاج : ” لأُبَدِلَنَّك بِدُنياك ناراً تلَظّى ”
– فقال سعيد : والله لو أعلم أن هذا بيدك لاتخذتك إلهاً يُعبَد من دون الله . – قال الحجاج : ما رأيك فيّ ؟
قال سعيد : ظالم تلقى الله بدماء المسلمين .
* – فقال الحجاج : أختر لنفسك قتلة ياسعيد
– فقال سعيد : بل أختر لنفسك أنت ، فما قتلتني بقتلة إلاقتلك الله بها !
* فرد الحجاج : لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحداً قبلك، ولن أقتلها لأحد بعدك !
– فقال سعيد : إذاً تُفسِد عليّ دُنياي، وأُفسِدُ عليك آخرتك .
* فنادى الحجاج حرسه ، جروه واقتلوه .
– ضحك سعيد ومضى مع قاتله
➖ فناداه الحجاج مغتاظاً : مالذي يضحكك ؟
⛥ قال سعيد : أضحك من جرأتك على الله ، وحلم الله عليك !
* فاشتد غضب الحجاج ونادى بالحراس : اذبحوه !
– قال سعيد : وجِّهوني إلى القبله ، ثم وضعوا السيف على رقبته ، فقال :
” وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين .”
* فقال الحجاج : غيّروا وجهه عن القبله !
– فقال سعيد ” ولله المشرق والمغرب فأينما تُولّوا فثمّ وجه الله .”
* قال الحجاج : كُبّوه على وجهه !
☆ فقال سعيد : “منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى .”
* فنادى الحجاج : أذبحوه ! ماأسرع لسانك بالقرآن ياسعيد !
⛥قال سعيد : ” أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ” . خذها مني يا حجاج حتى ألقاك بها يوم القيامـه ثم دعا قائلاً :
” اللهم لاتسلطه على أحد بعدي ”
⛧ والعجيب أنه بعد قتل سعيد صار الحجاج يصرخ كل ليله : مالي ولسعيد بن جبير، كلما أردت النوم أخذ برجلي !
وبعد 15 يوماً مات الحجاج ولم يُسلط على أحد . بعد ابن جبير رحمه الله . فأين نحن من ثباته وسلامة إيمانه ،
⛤⛥ الاولى موروثنا . واليك فعل الدعاية .
⛥ للأسف نحن من نصنع من الآخرين شيئا حتى لو كانوا لا شيء .. فأحداث رئاسة امريكا أشغلت المجتمع وسادة قصة النملة ، واصبح الحدث بعبع ⚝ أشغل الناس سواء شعرنا أو لم نشعر وإلا فماسر ذلك الاهتمام والتوجس. ؟
⛥ اخواني هذا مؤشر – حياة الإنهزامية التي يعيشها البعض و سيادة شعور “أن المسافة بيننا وبين المجد بعيدة ” حيث نقرأ ونسمع كل تلك التحليلات ، والتهويل الذي يُطرح في وسائل الإعلام ، وبرامج التواصل في غياب أعلام وطني يفترض فيه أن يكون الحارس الأمين على القيم والتشكل الإجتماعي والأخلاقي ولا يفسح المجال لغيره . فضلا عن نسياننا الإنتماء لخير أمة . وضعف الوعظ والتعبئة التي تعزز الغيرة على البلاد والدين والمنجزات .
وأمرّ وأنكى من ذلك أن علاقتنا بالله ، والايمان به ، والاعتصام بحبله ، والانتصار بقوته ، أصبح قول لسان دون تصديق قلب ، فلا عجب أن تأخر النصر ، وخف وزننا بين الأمم.
⛥- الرئيس الجديد لن يمسخ أمة أو يأمر السماء فتمطرنا حجارة ، أو يضرب برجليه الأرض فتنشق وتبلعنا ولن يغير خارطة اويمزق أمة ويجعلها أثر بعد عيان إلا إذا تحولت عن الدين والرجولة والقيم . وهذا محال بإذن الله ” ويأبى الله إلا أن يتم نوره ”
⛥ أخي : – إذا ضعف ناهي العقل والدين وضيعنا الطريق إلى الله ، وخالفنا عهدنا مع رسوله ، ونسينا درس ” احفظ الله يحفظك ” ضعفنا واعلم ” أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك “
ضعفنا عندما تغافلنا عن ” ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين” وإلا كيف نهزم ونذل وتزل أقدامنا وربنا الله ؟.
⛥ هزائمنا وإنتصاراتنا تبدأ من داخلنا ، ووعد الله منجز بشرط “ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ”
فكن صالح وكيسا فطن .
⛥ إن حدثوك عن قوتهم ، فحدثهم عن الله ذي القوة المتين.
⛥ وإن خادعوك بمكرهم فتذكر “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.”
⛤ وإن أرهبوك بصواريخهم وعتادهم ، فأرهبهم ” بطير أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل ، فجعلهم كعصف مأكول “
⛦ اخي :- اعلم أن أمة مدّت بحبلها إلى الله واستمسكت بالعروة الوثقى لا تُقهر .مهما بذلوا وأسهبوا في التغريدات ومقاطع التندر والسخرية والتهديد وغيره .
⛧ لهذا اقول : – ” لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ”
* واحذر من ارباب القلوب المنهزمة والأقلام المأجورة ونعيق السفلة وأشباه الببغاء الذين يغيضهم تماسك نسيج مجتمعنا . فلا تمرر اقوالهم مهما كانت جديدة ومغرية . فهم يختارون ما يثير اهتمام الناس ويبثون إشاعات بأساليب جذابة لزعزعة الاستقرار . وواجبنا حيال ذلك
1- تعزيز الثقة بالله ، ثم بالقيادة التي اعتمدت شرع الله أصل في إدارة الدولة وطوعت المعطيات العصرية بما يتناسب وهذا المعنى فبلغت بعدلها أرقى صيغة نظام كفل المصالح وصان الحقوق وحفظ النفس والعرض وضرورات الحياة وهذا منهج اسلافنا.
2 – كشف زيف من يتخذ ثوب الشرع مظلة ويوظف مصطلحاته بما يوافق هواه ويفتح أبواب الفتن . ودحر من تجاوز حدوده إلى ما ليس بحقه ، و نبذ كل نشاز فنحن خير أمة نصلح ولا نتبع الهوى وسبل المفسدين .
3- الثبات والعزم على تجاوز التحديات والمخاطر بقوة الإيمان وحسن السيرة وسلامة السريرة لبناء وتطوير جدار قلعة العز الطاهرة برؤية تنمية الإنسان والمكان تحت لواء قيادتنا المباركة .
4 – خوض معركة الوجود وقمع المعتدين وكشف أهل الزيغ والفساد والبغاة الجناة ممتهني الإرهاب ومنتهكي الحرمات الذين تعرضوا لقوة التحكم والتلاعب بالعقول وفق تقنية الإكراه ومسح الأدمغة لتنفيذ اعمال ذاتية تخيلية نتيجة التحولات النفسية العميقة التي وجهت فكر الضحية وفق اهواء أعداء الملة دون ادراك ليصبح سهم عقوق ومعول هدم لأمتنا المجيدة كالبهيمة تساقط لمنحرها .
5 – تنفيذ الدور الديني والوطني في حفظ الأمن وحراسة العقيدة والمقدسات ففي أعناقنا سوار إحسان وميثاق مواطنة وبيعة ” نوفي به التزاما وتعبدا ” فمن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ” . فالوطن أمانه وأمننا وبلادنا خط أحمر ” عاهدنا الله على تحريمها عليهم “ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ” – ” ولن نبدل نعمة الله كفرا”
6 – الدعاء للقيادة ورجال الأمن ولقواتنا فقد “صدقوا ما عاهدوا الله عليه” – يدافعون عن الاسلام وأهله وقبلة المسلمين. وقدموا مواقف مشرفة ، وكلما عظم الخطب ازدادوا تماسكا وقوة وتصميما على إعلاء كلمة الله و” لا غالب إلا الله ” فبفضل الله ثم جهودهم أمِنَ الملايين و تحدد اتجاه مجد الأمة وكرامتها . ” فَضَّلَ اللَّهُ المُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى القَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الحُسْنَى ………”
7 – التفاؤل عندما تصعب الأمور ” فإنّ مع العُسر يُسرا ، إنّ مع العسر يسرا “. * وعند اليقين بهذا فقد أديت عبادة عظيمه. حسن الظن بالله وتوقع الرِّضَا بإذن الله . “ولسوف يعطيك ربك فترضى ”
8 – تعزيز اليقين بقوة الدولة وقيادتها وتجسيد معاني الوحدة ، وبناء توجه إيجابي لتحصين الأفراد وزيادة اللحمة والحس الوطني حتى تلفظ جرثومة الشتات والعصبيات وسموم الشائعات التي تثير الفتن وتتلاعب بالمشاعر فديننا يجرم الفتنة وتفريق الجماعة ويدعو إلى الأخذ بأسباب القوة والنصر .
9 – الثقة بالعلماء والقضاء في إستجلاء الحقائق والتدقيق الحقوقي والشرعي دون الخضوع لقرار سياسي أو نظام عسكري لإستيفاء شروط الفتوى، وتطبيق أحكام الله بحق من تسول له نفسه تهديد الأمن والسلم الاجتماعي أو يسعى لتمزيق الوحدة وإعاقة السلطات عن أداء مهامها وفرض النظام العام دون الإكتراث بمن له رأي يخالف قواعد الشرع والأنظمة المرعية لقوله تعالى : – ” إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُون اللَّهَ وَرَسُولَهٌ وَيَسْعَوْن فِي الأَرْضِ فَسَادًاً أَنْ يُقتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفوْا مِن الأَرْضِ ذلِكَ لهُمْ خَزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ “
⛥ أخيرا – ربنا عشقنا الحياة وأنت فانيها ، ونشتهي الجنان وأنت بانيها، فأرزقنا الرشاد لنكون من ساكنيها ، واصلح أنفسنا ، فقد عجزنا أن نداويها ربنا إن كان لنا مكان في جنتك ، فثبتنا حتى نلقاك ، وإن كان غير ذلك فأهدنا وطهر قلوبنا ، وردنا إليك رداً جميلا.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ حَفِظَكَ فَحَفِظْتَهُ، وَمِمَّنْ اسْتَنْصَرَكَ فَنَصَرْتَهُ، وَمِمَّنْ اسْتَهْدَاكَ فَهَدَيْتَهُ، وَمِمَّنْ اسْتَغْفَرَكَ فَغَفَرْتَ لَهُ، وَمِمَّنْ دَعَاكَ فَأَجَبْتَ دُعَاءَهُ، وَمِمَّنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ فَكَفَيْتَهُ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ حَقَّ التَّوَكُّلِ . وصل اللهم على محمد.
التعليقات
تعليق واحد على "نجاة أمتي – بقلم الكاتب أ. عبدالله بن ضايح العمري"
بيض الله وجهك يا أبا سعيد على هذا الطرح الممتع الهادف ولا فض فوك وسلمت يداك وجزاك الله خير الجزاء على هذا مقال الرائع وأسال الله جل وعلا أن يجعل ذلك في موازين حسناتك .