لايختلف اثنان أنّ أمتنا الإسلامية من جاكرتا شرقاً إلى الرباط غرباً، وفي كل بقعةٍ من هذه المعمورة، تتعرض لهجماتٍ شرسة منها القاتلة بماء باردٍ وبلا هوادة..ومنها المُهلكة وعلى نيرانٍ هادئة .. ومنها المميتة فكرياً وعقدياً عبر التيارات الهدامة المدعومة خارجياً من صُناع القرارات الصهيوصفوية بكل إستخباراتها وطوابيرها الخامسة في كل بلدٍ من بلدان المسلمين قاطبة.
ولاجدل أنّ الخير في أمّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم حتى قيام الساعة، وأنّ الإيمان والتقى والصلاح في نفوس الكثير من أبناء هذه الأمّة العظيمة التي شرّفها الله على جميع الأمم لأنها تتحمل مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة لهذا الدين العظيم الذي اختاره الله للناس كافة ! غير أنّ الخطرالداهم والذي دعا كل تلك العداوت وكل التحزبات لتكون صفاً واحداً ضد أمّة الإسلام أوبالأحرى ضدّ أهل السنّة والجماعة هو ناتج عن الغفلة العامة بين أبناء هذه الأمة…
الغفلةُ عن السير على المحجة البيضاء التي تركنا نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم عليها والتي ليلها كنهارها.. والتي لايزيغ عنها إلاهالك..الغفلة عن كتاب الله وسنة رسوله! لقد غفلت ْ الأمّة كثيرا في زمن الرخاء.. غير أن غفلتها تزداد سوءاً وهي الأن في زمن الشدّة واللأواء والخطوب والعثرات والمآسي والنكبات. وهنا يكمن الخطر والبلاء وتستفحل الأزمات وتتوالى على أمّتنا فتتخطفها من كل جانب لتفرش عليهاأردية العاروالشناروالخزي والدمار.
إنّ الغفلة عن الدين والتقلب في اللهو والملهيات والمغريات من أسباب الهزائم المباشرة للأمّة ومن أسباب سخط الله وغضبه، قال تعالى(وضَربَ اللهُ مثَلا قريةً كانَت آمِنَةً مُطمئِنةً يَأْتِيها رِزقُها مِن كلِّ مكانٍ فكَفَرت بأَنْعُمِ الله فَأذاقَها اللهُ لِباسَ الجوعِ والخَوفِ بِما كانوا يَصنَعون ) وقال عزوجل( (وكأيِّن مِن قريةٍ عَتَت عن أمْرِ رَبِّها ورُسُلِه فحاسَبْناها حِسابًا شَديدا وَعذَّبْناها عَذابًا نُكْرا فذاقَت وبال أمرِها وكان عاقبةُ أمْرِها خُسْرا ، أعدَّ اللهُ لهم عذابا شديدا فاتَّقوا اللهَ يا أُولي الألبابِ الذينَ آمنوا.. الأية )!
وإنّ الغفلة في الرخاء وفي النعيم لمعصية كبرى ولكنها في زمن الشدّة أكبر وأشق وأعتى، فما أحوج الأمّة للعودة لدينها في هذاالزمن المنكسر الملتهب المعثور،فماأحوج المضطَهدين والمشرّدين واللاجئين من أبناء أهل السنّة في شتى بقاع الأرض إلى تقوانا وطاعاتنا وصلاحنا، فقد تكون معاناتهم وألامهم وأحزانهم من أسباب، لهونا وعبثنا وغفلتنا، فقد مُنع القطر من السماء في زمن موسى عليه السلام بسبب عاصٍ واحدٍ، وأنزل الله الغيث عليهم لتوبته وإنابته! وقد يكشف الله عنهم السوء، ويبتلينا بمثل ماابتلاهم به، فالأمّة واحدة، يقول تعالى( وإنّ هذه أمتكم أمّةٌ واحدةٌ وأنا ربكم فاتقون)!
لقد غفلنا كثيراً وابتعدنا بمسافات طوال،فغزتنا القنوات الفضائية المفسدة،عن أيماننا وشمائلنا ومن فوقنا، وتريد أن تغتالنا من تحت أرجلنا، حتى لم نعد نقدر على كبح جماح رغباتنا..غزتنا وتغزونا لتطمس هويتنا وتنقض ثوابتنا.. ونحن لازلنا غافلون عنها.. وعن مانحمله بأيدينا من أجهزة هدّامة، استغلها الأعداء لنبتعد عن ديننا أكثر وأكثر.. ولم نستغلها لنقترب من ديننا أكثر وأكثر، بالدعوة الصادقة والكلمة الطيبة ونشر الدين، إلافيما قلّ وندر..لأننا غافلون.. وللأسف.
إنّ هذه الغفلة الجامحة العرجاء الهائمة،وفي هذه الفترات العصيبة الشديدة، ونحن مسلمون نؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناًوبمحمدٍنبياً ورسولاً لأشد من غفلة المشركين حين تمرّ بهم الشدائد فيوحدون الله ويتضرعون اليه وقد كانوا يشركون به في الرخاء، وهم كفارٌ ومن أهل النار..يقول عزوجل(فإذا ركِبوا في الفُلكِ دَعَوا اللهَ مُخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يُشركون )
فلا حول ولاقوة إلا بالله. إننا في هذاالبلد الكريم، مهبط الوحي وحاضن الحرمين والمشاعر المقدسة، ومنطلق الرسالة والدعوة للناس أجمعين، مستهدفون في ديننا وهويتناوثوابتنا، فإذاتحققت أهداف من يستهدفنا لاقدّرالله، ذهب الأمن وذاب كما يذوب الملح في الماء، وحلّ الجوع والخوف والمرض، وجثم القتل والتنكيل وهتك الأعراض، وغطّى الأرض … العار والذل والهوان. ولايُبعد عنا هذه الأخطار الجسام، بإذن الله إلا ..
١- عدم الزيغ عن المحجة البيضاء التي تركنا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام عليها.
٢- عدم الغفلة في الرخاء والشدّة، عن ديننا وثوابتنا وقيمنا، وعمّايُحاك لنا،من أعدائنا الذين هم كل صهيوني وصفوي وخارجي
ومنافق وكل كافر … فملة الكفر ملة واحدة!
٣- الإلتفاف بالمعروف حول ولاة أمرنا وعلمائنا في المنشط والمكره!!!
التعليقات