صحيفة النماص اليوم :
«الإعلام العربي صار مع الخيل يا شقرا»! هكذا لخص المذيع السابق لبرنامج «حروف وألوف» محمد الشهري حال الإعلام العربي في الوقت الراهن، مؤكداً أن أغلب الإعلاميين باتوا أسرى لأفكار وتوجهات القنوات التي يعملون بها، نافياً في الوقت ذاته ما أشيع عن خلافات بينه وبين قناة «mbc»، مشدداً على أن الأمر لا يعدو كونه تبايناً في وجهات النظر، في حين أبدى عتبه الشديد على زميله في القناة الإعلامي مصطفى الآغا.
الشهري كشف عن تحضيره لفكرة غير مألوفة لبرنامج جديد، سيبصر النور ريثما يجد المكان والزمان المناسبين، ملمحاً إلى تلقيه أربعة عروض للعودة مجدداً إلى الشاشة الفضية، لكنه استدرك قائلاً: «أفضّل التريث والتأني قليلاً قبل الموافقة على أي من هذه العروض، فما يهمني جودة المادة التي أقدمها وليس المردود المادي».
وعبّر الشهري في سياق حديثه عن سعادته وترحيبه بالعمل في إحدى القنوات الكويتية، خصوصاً أن المؤسسة الإعلامية في الكويت تحظى بتاريخ طويل وحافل بالمهنية والمصداقية، وفقاً لتعبيره.
• راجت أخيراً وبقوة إشاعة وفاتك في المواقع الإعلامية، فمن وجهة نظرك ما هي الأسباب التي دفعت البعض إلى ترويج مثل تلك الإشاعات المغرضة؟
– في الحقيقة لا أعلم إذا كانت هذه الإشاعة متعمدة أم لا، ولكن بحسب ما علمت فإن الصحيفة التي روجت لهذا الخبر السيئ اختارت بعض الأسماء والنجوم للصعود على أكتافهم، من خلال بث تلك الإشاعات الكاذبة، والتي كانت لها انعاكاسات سلبية للغاية، على الكثيرين من أقاربي وأصدقائي وجمهوري، فكل ما أقوله هو حسبي الله ونعم الوكيل على من نشر هذه الإشاعة، فالحياة والممات بيد الله لا من صنع البشر، وأنا أشكر كل من اتصل للاطمئنان عليّ، سواء من أصحاب السمو والشيوخ، أو من جانب الأحبة في كل أرجاء الوطن العربي.
• هل تتأثر عادة بالإشاعات، أم أنك لا تعبأ كثيراً بمثل هذا الكلام الذي لا يمت إلى المنطق بصلة؟
– لا أهتم بها على الإطلاق، لكنني كما أسلفت فهي تؤثر بمن يحيطون بي.
• يتساءل البعض عن أسباب غيابك عن برنامج «حروف وألوف» في الموسم الرمضاني الفائت، بالرغم من النجاح الذي صنعته على مدى سنوات عديدة، فما تفسيرك؟
– الغياب جاء بطلب مني، حيث رأيت أن أحد عشر عاماً من تقديم البرنامج كان كافياً لانسحابي في ذروة نجاحه، وبعد أن كسبت محبة الجميع من الخليج إلى المحيط. وكوني انسحبت في هذا الوقت بالذات أفضل من أن يأتي اليوم الذي أرغم فيه على الانسحاب من قبل المشاهدين أو المسؤولين في القناة، والحمد لله فقد حالفني التوفيق من عند الله طوال تلك السنوات.
• من منكما هو صاحب الفضل في صناعة الآخر، محمد الشهري أم برنامج «حروف وألوف»؟
– الفضل لله سبحانه وتعالى أولاً، ثم للمشاهدين وكذلك المسؤولين في القناة. كما أن برنامج «حروف وألوف» له الفضل عليّ، وفي المقابل فإن محمد الشهري له الفضل على «حروف وألوف»، فكلانا خدم الآخر وكنا نكمل بعضنا دائماً.
• هل تابعت البرنامج في الموسم الرمضاني الماضي؟
– بصراحة تابعت منه الحلقة الأولى فقط، لأنني كنتُ وقتذاك مشغولاً مع أهلي وأقاربي وأحبتي، فكما تعلم كان أول رمضان بالنسبة إليّ من دون أن أقدم البرنامج، بعد أحد عشر عاماً قضيتها في بيروت، بعيداً عن أهلي بسبب تقديمي للبرنامج في شهر رمضان من كل عام، لذا فإنني تفرغتُ تماماً في رمضان الماضي لأسرتي، وللاستمتاع بروحانية الشهر الفضيل في بلدي.
• هل ترى أن الإعلامي طارق الحربي كان بديلاً ناجحاً في تقديم البرنامج عوضاً عنك؟
– في العرف الإعلامي أن البديل للمذيع الرئيسي قد يجد صعوبة في ملء الفراغ، والزميل طارق الحربي حاول واجتهد، أما مسألة النجاح أو الفشل فمن يقرره هو المشاهد والإعلان والاستفتاءات الإعلامية. وبحسب ما علمت، فإن الاستفتاءات قد حجبت لهذا العام بعد أن كان البرنامج قد حقق المراكز الأولى على مدى العشر سنوات الأخيرة أثناء تقديمي له، ولكنه قدر الزميل طارق ولو كنت مكانه لاعتذرت.
• هل سيشهد الموسم المقبل عودة قوية للإعلامي محمد الشهري على قناة «mbc»؟
– «mbc» هي قناتي ومعشوقتي، ولها الفضل بعد الله على محمد الشهري، كما أعتبرها بيتي الأول ومتى ما كان هناك ظهور آخر لي يستحق فسأكون جاهزاً، إذا أمدنا الله بالعمر.
• سمعنا بأن خلافاً قد نشب بينك وبين إدارة «mbc»، فما صحة هذا الكلام؟
-هو ليس خلافاً وإنما اختلاف في وجهات النظر، وهذا الأمر صحي للغاية وهو لا يفسد للود قضية، فلا يزال الاحترام والتقدير متبادلين، فالمحبة بيننا أبدية ولن تتضعضع بإذن الله.
• ولكن هناك من يتحدث عن خلافات حقيقية وخفية؟
– صدقني، لا يوجد أي خلاف والحمد لله، ولكن كما أسلفت فإن الأمر لا يعدو كونه تبايناً في وجهات النظر.
• بصراحة، هل تشعر بالجحود والنكران بعد كل ما صنعته من شهرة ونجاح، خصوصاً أن المذيع مصطفى الآغا احتفل بمرور خمسة عشر عاماً على برنامج «صدى الملاعب»، لا سيما أن لك منها ست سنوات في تقديم البرنامج، كما أنك صاحب الفكرة ومن المفترض أن يستضيفك في كل احتفالية؟
– الجحود من الزميل مصطفى الآغا محل استغراب لكل الرياضيين، ولم يكن محل استغرابي لوحدي، ولكن يظل «أبو كريم» الأخ والحبيب، مهما كانت قساوة جحوده وتهميشه، وبالتالي كل يعمل بحسب قناعاته.
• ما هي أبرز العراقيل التي واجهتك منذ احترافك المجال الإعلامي؟
– العراقيل كثيرة، ولكن كنت أرميها وراء ظهري .
• هل اعتزلت العمل في برامج المسابقات؟
– أنا مذيع شامل وأرحب بأي عمل يضيف إلى مشواري الإعلامي، سواء كان برنامج مسابقات أو غير ذلك.
• ألا تفكر بخوض تجربة جديدة في العمل الإعلامي، على غرار تقديم البرامج الحوارية السياسية أو الاقتصادية أو الرياضية، خصوصاً بعد تقديمك لبرنامج «صدى الملاعب» الرياضي و«برنامج الكأس» الثقافي؟
– لدي فكرة غير مألوفة لبرنامج جديد، فمتى سنحت الفرصة لتنفيذها وأبصرت النور، فستكون حديث العالم العربي بأسره، ولكنني أنتظر الزمان والمكان المناسبين لترجمتها إلى الواقع.
• كم عدد العروض التي تلقيتها من جانب القنوات الخليجية والعربية منذ خروجك من «mbc»؟
-حتى الآن لدي أربعة عروض جادة، ولكنني ما زلت أتوخى الحذر حتى لا يكون ظهوري هامشياً، ومتى قررت الظهور ثانية، فسيكون هناك مؤتمر صحافي كبير بإذن الله.
• أشيعت قبل أيام بعض الأقاويل حول إبرام عقد جديد بينك وبين إحدى القنوات الكويتية الخاصة، فما قولك؟
– أتشرف بالتعاون مع أي قناة كويتية، ولكنني لم أبرم أي عقود مع أي أي قناة حتى هذه اللحظة.
• هل لديك الرغبة الحقيقية في العمل من خلال إحدى المؤسسات الإعلامية الكويتية؟
– الإعلام الكويتي له تاريخ كبير ومجد قديم بالمهنية والمصداقية، وتعتبر المؤسسات الإعلامية في الكويت من أقوى المؤسسات العربية، ولي الشرف بأن أتعامل أو أعمل من خلالها برغبة شديدة، فإن كتب الله ذلك فإنني سأكون في غاية السعادة.
• ما الذي يهمك أكثر، قيمة الأجر المادي أم جودة المادة الإعلامية التي تقدمها، أم كلاهما معاً؟
– جودة العمل أولاً وقبل كل شيء، ولو كانت المادة المالية التي تسبقها لوقعت على عقود مغرية وصلتني بشيكات مفتوحة، وقد طُلب مني وضع الرقم الذي أحدده مهما بلغت قيمته، ولكن ما يهمني أولاً وأخيرأ هو جمهوري ومتابعيني، فهم المكسب الحقيقي والثروة التي أنشدها دائماً.
• يظن البعض أن الأجر الذي تتقاضاه نظير تقديمك للبرامج كبير جداً؟
– مهما كبرت القيمة فالجودة هي الأهم، وكما تعلم أن لكل نجاح بعد توفيق الله هو ما تقدمه وليس ما تتقاضاه.
• برأيك، هل أصبح الإعلامي العربي أسيراً لأفكار وتوجهات المحطة التي يعمل بها؟
– بالفعل، وأصبح الإعلام ينشد المادة بغض النظر عن الأمانة.
• كيف للإعلامي الناجح أن يتشبث بأصول المهنة وأن يكون محايداً ونزيهاً في ظل الضغوط التي يتعرض لها؟
– في هذا الوقت تحديداً ينطبق على الإعلام العربي المثل الشعبي القائل «مع الخيل يا شقرا».
• لماذا، وما الذي ينقص الإعلام الخليجي والعربي في الوقت الحالي؟
– ينقصه الأوفياء للوطن والمحبين للأمن والأمان ومخافة الله في شعوبهم.
• كنا قد بدأنا حوارنا بإشاعة وفاتك، فهل سيكتب «أبو مهند» شهادة ميلاد جديدة في تقديم البرامج؟
– أسأل الله العلي العظيم أن يكتب لي ما فيه الخير، ثم لمليكي ولوطني.
التعليقات