حين حشد إبرهة الحبشي النصراني جيشه لهدم الكعبة المشرفة، قال له عبدالمطلب المشرك إن للبيت رباً يحميه وحقاً .. لقد حماه الله عزوجل، فأرسل عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، وقد جعلهم الله كعصفٍ مأكول فهلك الكثير من جيش إبرهة وهلك إبرهة نفسه في طريق عودته لليمن.
وفي عصرنا هذا يخذل الله ويفضح عبدالملك الحوثي .. إبرهة هذا العصر فيتسلط بمشورة ودعم مجوس إيران بضرب مكة المكرمة قاصداً بيت الله العتيق، وهو الذي يدّعي أنه حامي الإسلام، وأنه سليل المصطفى وأنه المسلم الغيور على دينه وأن أسمى أمنياته، هي تحرير الأقصى وطرد الأميركان ذلك الشيطان الأكبر كما يقول.
ولكن ماذا بعد هذا العار من عارٍ وخزي ومذلة يتدثر بها الحوثي وجماعته؟ وهل فعل أحدٌ .. بعد إبرهة وأبي طاهر الجنابي مافعله عبدالملك الحوثي وجماعته، في الإعتداء على الكعبة في الحرم الشريف بمكة المكرمة؟ كلا لايوجد من فعل فعلة هؤلاء الثلاثة الأشرار أبداً. وفي رأيي أن أباطاهر الجنابي الذي قَتَل في الحرم من الحجاج في القرن الثالث الهجري أكثر من ثلاثين ألف مابين رجال ونساء وأطفال، وعبدالملك الحوثي الذي رمى بصاروخين تجاه الكعبة أشرُّ من إبرهة النصراني الذي أتى قبل أن يُبعث نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم.
إن إستهداف الحوثي لمكة المكرمة قبلة المسلمين وحاضنة المسجد الحرام والمشاعر المقدسة، لدليل قاطع لايقبل الشك والتأويل، أنه ينفذ أجندةً إيرانية صفوية توارثت العداء والبغض لأهل السنة والجماعة، ولدليلٌ قاطع أن الحقد والحسد والغيرة ضد حكومة المملكة العربية السعودية قد بلغت منتهاها
فما تقدمه السعودية من خدمات جليلة للمسلمين، قد أججت الحسرة والعداء في قلوبهم، ولدليلٌ قوي بأن إيران الصفوية وأتباعها الحوثية، بعيدون عن الإسلام العظيم ولايعملون لله طرفة عين، بل إنهم يسخرون أموالهم وأسلحتهم على الإسلام والمسلمين، والتي سينفقونها وتكون عليهم حسرة وندامة، وسينبحون كما تنبح الكلاب ولايلوون على شي منها أبدا.
ومن البديهي جداً لكل ذي لب، أن عاصفة الحزم التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وفقه الله، كانت موفقة جداً، وكانت نصراً للإسلام والمسلمين، فقد كسّرت أنياب الحوثي العدو اللدود وقلمت أظافره وأنهكت قواه، وجعلته كسيحاً قعيداً يقاوم الإسلام حبواً، تحت سياط المجوس التي يتلذذ بها الحوثي ويتعبد بحرّها وألامها ونتنها … لأنه خائن ٌمنحرف شرير! غير أن إعتداء الحوثي وأسياده المجوس على مكة المكرمة، سيقلب الموازين تماماً لصالح السعودية خاصة ولصالح أهل السنة كافة، وسيجعل الغد باسماً مشرقاً وضاءً .. بإذن الله عزوجل
فالحوثي قد ألحد في المسجد الحرام وأراد ذلك عياناً بيانا والله عزوجل يقول ( إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )
ولاريب ولاجدل أن الله قوي عزيز وسينصر دينه، ولن يمكّن للحوثي وغيره من الإعتداء على بيت الله الحرام والكعبة المشرفة، في هذا البلد الأمين الأمِن، فقد هَزم إبرهةَ وجيشه بالطير الأبابيل وصرفهم عن بيته!
وسيكون هذا الإعتداء الحوثي بداية تلاحمٍ متين بين أهل السنة والجماعة وإعادة تقوية التحالف الإسلامي التي بادر بها وجمع صفوفها خادم الحرمين بعد إنطلاقة عاصفة الحزم، وستكون جامعة لأهل السنة قاطبة، ضد المجوس والحوثة وأعوانهم، وكل هذا يؤكد على أن إعتداء الحوثيين على مكة المكرمة هو بداية نهايتهم ونهاية النظام الإيراني الصفوي الخبيث .. فلنترقب ذلك عما قريب .. بإذن الله تعالى!
التعليقات