الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

( كل مغطَّى مليح … أو … يا زينك ساكت ) بقلم اللواء م . محمد مرعي العمري

( كل مغطَّى مليح … أو … يا زينك ساكت ) بقلم اللواء م . محمد مرعي العمري
 
 
 
 المثل أعلاه بصيغتيه الحجازية والنجدية  يفضي إلى  مفهومٍ واحدٍ يعبِّر عن خيبة الأمل والإحباط  من قول ٍأو فعلٍ صدر عن  شخصٍ كان الناس يتوسّمون فيه أفضل مما صدر عنه قبل أن يتكلَّم أو يفعل فقالوا ليته سكت .
 
وهذا ما ينسحب على برنامج التدليس الفضائي الشرياني  – برنامج الثامنة – في قناة الفساد والإفساد mbc والتي أعتدنا بأنَّ جلُّ برامجها لا ترقى لذائقة وفكر المشاهد ، فما تقدِّمه إما أن يكون مخالفاً للدين وضد المجتمع وثوابته أو أن يكون عكس تطلعات وتوجهات الدولة حتى وإن كانت قناة خاصة وتبث سمومها من خارج الوطن لكنها بأموالٍ سعوديةٍ ، وأمّا مقدم هذا البرنامج التظليلي فلطالما كشف لنا عن فكرٍ إعلاميٍّ هابط في ما يقدمه ،وليس أدلَّ على ذلك من حلقات برنامج مقابلاته الرمضانية ، وليس هذا موضوع المقال .
 
غير أنّ ما طالعنا به هذا ” الشريان ” وضيوفه الثلاثة مساء الأربعاء الماضي كان محبطاً لنا كسعوديين وأكاد أجزم بأنهم لو لم يظهروا على الفضاء بتلك الأفكار والإحصائيات الممجوجة لاحتفظوا بشيئٍ من التقدير تبعاً لمكانتهم الوظيفية التي ثبت بأنهم لا يستحقون أن يتبوؤها ، وعلى اعتبار أن الناس لم يكونوا يعرفوا مستويات تفكيرهم وتعاطيهم مع هموم وتطلعات المجتمع الاقتصادية .
 
ففي الوقت الذي يتطلع الجميع والعالم يتابع كذلك التحول المزمع قيام الدولة به بما يتواكب مع الرؤية المعلن عنها ، وفي الوقت الذي كان الناس متفائلين بأن هناك مبشِّراتٌ ومؤشراتٌ لمستقبلٍ واعدٍ نفاجأ بظهور أولئك المسؤولين الذي أقلَّ ما يقال عن حديثهم الفضائي أنه كان إستفزازياً بإمتيازٍ لمشاعر موظفي الدولة على وجه الخصوص وللمواطنين بصفةٍ عامةً ، وهذ ما أجمع عليه كل من تطرق بالكتابة عن ذلك الظهور المخيِّب للآمال .
 
وليس أدل على استخفاف أولئك الوزراء ومعهم معدُّ ومقدم البرنامج بمشاعر المواطنين من أن يتم تسجيل الحلقة قبل البثِّ ليتسنّى لهم التعديل والتصحيح ، وهذا يعني أن أمر هذا التجاهل والإستخفاف تم التخطيط له ، ويعني أيضاً أن أسئلة الشريان كمحاورٍ لهم لم تكن مفاجئةً لهم والذي كان من المفروض أنه يمثِّلَ الرأي الآخر ، ثم لماذا لم يكن من ضمن أجندة البرنامج إتاحة المجال على الهواء لمن أراد المداخلة والتعقيب والإستعلام عمَّا تم تحدَّثوا عنه .
 
وهنا أتساءل : هل كان الشريان وضيوفه يحاولون إقناع من تابعهم بصواب ما تطرقوا إليه ظنَّاً منهم بأن الناس لا تعي ولا تفكِّر ؟؟
أم أنهم أرادوا أن يوصلوا رسالةً بأن هذا هو توجه الدولة الذي يجب أن يستوعبه الجميع دون تحليلٍ أو تدقيق ؟؟
 
وفي كلتا الحالتين أرى بأنهم لم يوفّقوا وأنهم لا يدركون مغبَّة ما لغوا فيه ، كما أنهم لا يدركون العلاقة الفريدة بيننا كمواطنين سعوديين وبين قيادتنا وبأن الظرف الراهن أحوج ما يكون فيه الجميع ملتفُّون حول قيادتهم لا أن يظهر عبر الفضائيات من يتجاهل مداركهم وينتقص من إخلاصهم وتفانيهم في الأعمال الموكلة إليهم سواءً في القطاع العسكري أو في القطاع المدني كما صرَّح أحدهم بأن إنتاجية الموظف لا تتعدى ساعةً واحدةً من ساعات الدوام اليومية ، وأنه يجب الحد من التوظيف على إعتبار أن كثيراً من الأعمال باتت تؤدي بواسطة الحواسيب ، وحقيقةً أشك بأن لا يعلم عن أي مجتمعٍ كان يتحدَّث ذلك الوزير .
 
وانطلاقاً مما تقدّم فإننا كمواطنين نتطلّع إلى تصحيح بعض الرؤى والتوجهات التي عبَّر عنها أناسٌ يمثلون جزءاً من سياسة الدولة وأيضاً نتطلّع إلى تقويم بعض المسارات في كيفية التخاطب مع المواطنين وإحترام العلاقة الفريدة التي تربطهم بقيادتهم وعدم السماح بالإدلاء بالتصريحات والعبارات التي من شأنها النيل من هذه العلاقة أو إلقاء بذور التوجُّس من المستقبل ، وندعو الله بأن يوفق ولي أمرنا إلى مافيه صلاح البلاد والعباد والله من وراء القصد .
 
 
 
 
%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d9%8337
 
 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *