صحيفة النماص اليوم :
نفى الكاتب السعودي المثير للجدل طراد بن سعيد العمري، منعه من الكتابة في وسائل الإعلام السعودية على خلفية نشره مقالاً انتقد فيه سفير بلاده في بغداد ثامر السبهان بعد أن طلبت وزارة الخارجية العراقية استبداله. وقال العمري في تغريدة له على حسابه بموقع “تويتر” “تصحيح، لم يتم إيقافي، والخبر غير صحيح، من خلف الزوبعة معروف، ويزعم أنه من مكتب وزير الإعلام، وسيحاسب، انتظروا التفاصيل”. وجاء كلام العمري في رد على تقارير محلية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي قالوا، إن وزارة الثقافة والإعلام أصدرت قراراً بإيقاف العمري عن الكتابة في جميع الصحف السعودية الورقية والإلكترونية. وأثار العمري الجدل، بعد أن نشر في مواقع صحفية مقالاً بعنوان ” السبهان والمهايط الدبلوماسي” انتقد فيه بشدة تصرفات سفير الرياض في بغداد ثامر السبهان، واعتبر أنه أخطأ في عمله كسفير من خلال “تدخله في شؤون داخلية للعراق” على حد تعبيره. ومما قاله العمري في مقاله “تعتبر تغريدات ثامر السبهان، السفير السعودي في العراق ، خروجًا سافرًا عن اللياقة والأعراف الدبلوماسية، تصيبه بالضرر شخصياً، وتنعكس سلباً على حكومته، وتحديداً وزارة الخارجية، كما تؤدي إلى شرخ في العلاقات السعودية العراقية على المستوى الرسمي والشعبي. أسلوب السبهان كان متعجرفاً ومليئًا بالغرور وأقرب إلى “المهايط” حسب التعبير المحلي السعودي”. وطالب آلاف المغردين السعوديين على موقع “تويتر” ، من وزارة الثقافة والإعلام إيقاف العمري والتحقيق معه ومنعه من الكتابة بسبب ما اعتبروه معاديًا لسياسة بلاده. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال، قد قال في بيان مقتضب يوم الأحد الماضي إن “وزارة الخارجية العراقية تطلب من نظيرتها السعودية استبدال سفير المملكة العربية السعودية لدى بغداد”. ولم ترد المملكة على الطلب بشكل رسمي إلى الآن. واعتبر كتاب وإعلاميون ومدونون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي، السبهان بطلاً قومياً بعد أن طلب تغييره، بسبب ما اعتبروه نجاحاً في مهمته التي أغضبت إيران والحكومة العراقية الموالية لها على حد وصف بعض التعليقات.
وقال العمري إنه استدعي إلى وزارة الإعلام بالفعل في الرياض، والتقى ثلاثة موظفين هناك، انضم إليهم رابع يدعي أنه من مكتب الوزير، لكن الجلسة التي استمرت نحو ساعة ونصف انتهت دون صدور قرار بعد أن رفض العمري الإجابة على تساؤلات مستضيفيه بشكل مكتوب بسبب عدم وجود محاميه. واستشهد العمري في مقاله بأحاديث لمسؤولين سعوديين بينهم الملك سلمان ذاته، أكدوا فيها ترحيبهم بالنقد وحرية التعبير، لكنه قال “كاتب هذه السطور يشهد بذلك و يبصم بالعشرة على ذلك من خلال الممارسة، وليس من قبيل المديح والتطبيل. لكن يبدو أن في وزارة الإعلام السعودية من يعمل في الخفاء عكس ذلك تماماً. كيف؟”. وتابع: “هل نحن أمام (كيان موازي) في داخل الوزارات الحكومية يعمل ضد توجهات الدولة؟ كاتب هذه السطور من أكثر المستفيدين والمفاخرين بسقف حرية التعبير العالي الذي نتمتع به في السعودية … السؤال المحوري والجوهري: هل يقبل معالي وزير الثقافة والإعلام أن يدار الإعلام عكس توجهات الدولة والحكومة وما ينادي به هو شخصياً ؟ وهل يقبل الوزير والوزارة التمثيلية والحملة التي قادها شخص محسوب على الوزارة والوزير؟”. واختتم العمري قوله: “هذا تبيان للحقائق والناس وبلاغ لوزير الثقافة والإعلام السعودي، حول زوبعة تويترية أراد مهندسها أهداف شخصية، أما الحقوق القانونية للكاتب فسيتولاها المختص عبر القنوات الرسمية، ولا يضيع حق وراءه مطالب”.
التعليقات