الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

” الفِرق الشعبية ” دورها ، وأهدافها ! – بقلم اللواء م : محمد حسن آل شفلوت العمري

” الفِرق الشعبية ” دورها ، وأهدافها ! – بقلم اللواء م : محمد حسن آل شفلوت العمري

تعددت الفرق الشعبية في  محافظة النماص بمسميات عدة  ” فرقة السروات ، فرقة النماص ، فرقة رجال الحجر ”  تعددت الأسماء والزير واحد !

مقالي هذا يمثل رأيي الشخصي حول هذه الفرق الشعبية التى ركزت نشاطها على أهازيج العرضة واللعب الشهري والتنومي متوقعين أن بهذا تستمر الحياة لتراث وثقافة رجال الحجر، دون أن يتنبهوا لأمور هي الأهم قد أحدثتها هذه الفرق في تغيير النمط الحقيقي لتراثنا وعرضتتا ولعبنا  – و أكرر أن هذا رأي شخصي –

ومن هذا المنطلق أقول أنّ هذه الفرق قد جاءت بقصد وبغير قصد لإزالة هوية القرية والفخذ والقبيلة لتدمجها في إطار واحد كان في الماضي متنوعاً وإن كان متشابهاً إلا أن الفروقات كانت واضحة بين قبيلة وقبيلة ، قرية وأخرى ، سواء كان في ( المداقيل ) أو ( العرضة ) وكذلك في جوانب أخرى متقاربة كالتسليم والترحيب ، وفي تقديم ( اللطف ) في المراسيم بل وأرى حالياً اختلافا حتى في تقدير كبار السن وتقديمهم للكلام وإعطاءهم الأولوية عند الدخول والخروج بل حتى في الجلوس وفي بدع ورد القول … الخ

لقد جاءت هذه الفرق تتنافس أيها تستقطب الأكثر شبابا ممن يجيد العرضة واللعب ، بل والأحسن صوتا ، ولم أرَ اهتمام هذه الفرق في استقطاب كبار السن ممن يقودون مسيرة هذه الفرق لترسيخ مفهوم الماضي وتوليفه مع الحاضر . كذلك لم أرَ أنّ هذه الفرق عززت أصالة الماضي في اللباس الذي كان يرتدى أثناء الحفلات ، كذلك التعامل مع السِلاح والبنادق وغيرها من أمور مماثلة .

ومن هذا المنطلق أدعو القائمين على هذه الفرق الاجتماع ودراسة وضعها ، واذا كان لابد منها فنرى الا يهمش دور القبائل وأن لا تكن الفرق هي المرتكز الأساسي لإحياء التراث بل يكن دورها ثانوياً ؛ حتى لا يُقال : ” وردت فرقة كذا ” لأننا نريد أن  نسمع أن القبيلة الفلانية سترد عند القبيلة الفلانية ، والقرية الفلانية سترد عند القرية الفلانية ..

ولا يمنع مشاركة الفرقة من تلك القبيلة قبيلتهم – لكن بدون تحيّز أو استحواذ على مكان في العرضة أو اللعب وحتى في المجالس – وأقترح أن تستعرض أشرطة حفلات ” بني شهر و بني عمرو ”  القديمة وأن يستفاد منها فقد لاحظت أن طريقة وحركات المداقيل والعرضة واللعب شابها بعض التغيير ؛ اعتقاداً أنّ هذا يضفي عليها جمالا – وبالتاكيد فإن جمالها في أصلها وماضيها – .

آمل أن لاتحل هذه الفرق بديلا عن الأهالي من القرى والقبائل ، وآمل أن لاتكون أهداف هذه الفرق مادية او استثمارية – مهما كان الجهد – ؛  حتى لاتحذو حذو صفوف الرد التى لايشارك أفرادها إلا بمبلغ وقدره !

آمل أن لا يغتر القائمين والمشاركين فيها بالفلاشات وعدسات الكاميرات ، ويتناسون الأهم وهو تجسيد وترسيخ الماضي بمفهومه وأهدافه .
وفق الله الجميع

مقالك248

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *