من ينكر المؤمرة و يردد ان العرب والمسلمين استسلموا وصدقوا واذعنوا لمؤامرة وهمية تحاك ضدهم وانهم وبلدانهم ضحاياها… الخ … الخ. وبالتالي يسخرون من هذه العقلية التي تعودت التعليق على شماعة المؤمرة … فهم ينفونها وينكرونها ويطرحون رؤى اخرى. ولهم اسباب ومبررات ربما في كثير من الاحوال تبدوا منطقيه ومقبولة. ولكن عند البحث في حقيقة الامور ودراسة الشواهد وتركيبها على بعضها البعض تجد الامر مختلف تماما. فالتسطيح والتبسيط وجعل الامر مسلم به ولا يعدوا ان يكون تطور طبيعي او تغير حتمي تفتضيه مجريات الامور يجعل السواد الاعظم يغط في سباته وكان شيء لم يكن.
فالمؤامرة هي حقيقه موجوده وقويه وظاهره وتطبق كل يوم وتدار على مرائي ومسمع من الجميع. ربما يختلف المتآمرون تختلف الادوات يتغير اللاعبون المعطيات الاخراج الضحايا …. الخ.. الخ. فقط تبقى الحقيقة وهي ان هناك مؤامرة كبرى والعجلة تدور والضحايا يسقطون سواء دول ، جماعات، مناطق، مؤسسات، سياسات، قل ما شأت. لكن الطريف في الموضوع اننا اصبحنا الجزء الاساسي في بناء المكيدة وتنفيذها و لدينا تقبل شبه طبيعي لنتائجها وربما الاحتفاء بنجاحها قبل الاخرين وخير مثال هو ما يدور الان من استغلال المحاولات الإيرانية لتفتيت المنطقة وتدميرها وذلك بلعب الدور الخفي التأمري المتظافر معها والشواهد قائمه في افغانستان والعراق وايواء القاعدة والعبث بأمن باكستان في فترات سابقه واخيرا زراعة داعش وتكبير مخالبها.
على هذه الوتيرة تحاك كوارث كبرى مثلما يحاول الحوثي وحزب اللات والاخوان ان يكرسوه بان يقودوا الامه الى مرابط اسيادهم لأغراض رخصيه انيه تافهة . لم يتامر الاخرون على الهند ولا دول جنوب اسيا او دول امريكا اللاتينية رغم تضارب المصالح لكثير من الفرقاء في تلك المناطق من العالم. الخبراء في مجال العلاقات الدولية يؤكدون ان هناك ضوء اخضر في هذا الجانب يتم فيه تغليب اقتناص الفائدة واللحاق بالفرصة وتنميتها عوضا عن اخضاع واسقاط محاور ودول ومؤسسات كبرى ولكن النتائج غير ظاهره لكل الناس بل غير متاح تداولها احيانا. ولكن ما يتعلق بالسيادة والسياسة والقرار والتحول في القوى السيادية على المستويات الإقليمية والدولية يبقى احد اهم المحظورات لدى القوى المهيمنة خصوصا اذا ارتبط بأيديولوجيات معينه او كرس لزعزعت او تغيير محاور القوى المهيمنة على المستوى العالمي. والموضوع ببساطه ناتج عن خوف حقيقي او مصطنع انتجه حكام العالم المستترون عن الاسلام والعرب.
ربما نحن غير مقتنعين بوجود هذا التهديد ولكن لا يهم اقتناعنا من عدمه ، الواقع هو هذا وما يرتبط به وما نشاء حوله وما ادمنته العقلية الاخرى. وتباعا لذلك وتحقيقا للهدف كرس الواقع على هذه الصيغة وهذا اهم شيء في بناء المكيدة وهو ان تكرسها كواقع فتصبح متلازمه ذهنيه لدى الضحية فيتقبلها او لا يقاومها بل بإرادة او بدونها ربما يساهم في تحقيقها تخطيطا وتنفيذا اما جزئيا او كليا. وهذا ما نقع فيه منذ زمن طويل وهذا ما جعل كثير منا ينفي وجود مؤامرة لأننا نبذوا نحن المخططون ونحن المنفذون ونحن الضحايا في مشهد يشبه الفنتازيا الهزلية المخجلة. يرفد هذا ويؤكده تضارب مصالحنا التافهة الانيه مع بعضنا البعض بفعلنا او بفعل الايادي الخفية التي لم تعد تجد عناء في تحقيق الغايات القصوى لها بسبب سهولة الممر و وجود الادوات وغياب الرادع و استسلام الفريسة قبل ان يصلها الصياد.
التعليقات