الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

الجامعة العربية الدور أو الدوران في الفراغ – بقلم الدكتور فايز بن سعد الجبيري الشهري

الجامعة العربية الدور أو الدوران في الفراغ  – بقلم الدكتور فايز بن سعد الجبيري الشهري

 

لا ندري هل القيادات العربية ترى غير ما يراه الشعوب في ما يتعلق بالجامعة العربية؟ هل القيادات يكتفون بان يكون دور الجامعة الدعوة لاجتماعات القمه وعقدها لتمثل المظلة لادنى حد من التضامن والتواصل العربي بغض النظر عن النتائج والامور الاخرى.  التباين في تحديد دور الجامعة وصل الى حد ان لا يتفقوا على اكثر من الدعوة لعقد المؤتمرات. إن كان كذلك فلا بد من ان يعلن ذلك الى الشعوب العربية ويؤكد عليه دائما حتى لا تبتلى هذه المؤسسة باللوم عن كل ما يلحق بالعرب من فشل وتشرذم.

وان كانت الغاية هي جامعه لها كل الادوار فلابد اولا من نزع اسباب الفشل المزمن في هذا الكيان وهي متعددة ثم تجديد البناء على اسس عصريه و تحديد الطرق لقياس الاداء بشكل علمي وشفاف ومعلوم للجميع. واذا كنا نتكلم عن اسباب الفشل فأولها الامين العام كمنصب ومسؤوليات واليات. فارتباط المقر والامين بمصر امر مكبل جدا لان كثير من تردد الدول والممثلين عن لعب ادوار كبيره وحاسمه مرتبط بالقيادة التي تصر مصر على انها حق ابدي سرمدي لها دون الاكتراث بمصلحة الكيان والامه.

وبضعف المقر والامين تضعف المنظومة بالكامل وتتردد كثير من الدول في دفع ربما احادي او ثنائي او متعدد عن تحمل اعباء وادوار يكون محتما مصيره الفشل الكامل او شبه الكامل لان العقلية التي تقود ربيت لزمن طويل على الدبلوماسية الوسطية الطوعية التوفيقية وليس الدبلوماسية الصحيحة حتى وان كانت حديه. ايضا ضعف الموارد الى حد الجفاف في بلد المقر لا يجعله قادره على حماية هذا الحق و دعمه ماليا بما يقتضية. وليست لدى دولة المقر القدرة على جلب موارد مستدامه لدعم تشبثها بالأمانة والزعامة و المحافظة على الحركة الدائمة لكل الادوار.

وليس لدى دولة المقر طواقم مؤهله قادره على ادارة كافة الملفات والادارات داخل الجامعة بشكل محترف و عصري وكلنا نلاحظ الفارق في العقلية والتفكير والانجاز في مؤسسات مماثله في دول وتكتلات عربيه اخرى. ما يدل على ان الفرق جوهري جدا. ايضا ميثاق الجامعة به ضعف كبير وضعف مكبل و الكل يعلم ان اليات التنفيذ ضعيفة جدا. ولذا فان الخطوات الكبرى لإصلاح الجامعة هي: أ: تدوير منصب الامين العام والمقر واعطائه لاحد البلدان القادرة على ضخ الدعم المالي الكبير في شرايين هذا الجسم المهترئ. ب: اختيار كفاءات متمرسة جدا وكفؤه لإدارة الجامعة في الطبقة العليا والوسطى تحديدا .

ج: تجديد ميثاق الجامعة بما يتناسب واحتياجات العهد الجديد مع ادراج مهام جديده وبرامج تخدم الكيان العربي عموما مثل: 1 انشاء محكمه عربيه متعددة الاغراض والمهام. 2: انشاء مجموعه من الهيئات التي تعنى بحقوق الانسان والمراءة والطفل و المعاقين والفقر والتعليم ومحاربة العنصرية والعنف…. الخ. 3 : انشاء صندوق دعم خيري واخر اقراضي تصب منافعهما في الوطن العربي.4: انشاء قوة طواري من النخبة يناط بها بعد التفويض من القادة  الحماية، والتدخل لفض النزاعات  ومباشرة اعمال الازمات والكوارث في الوطن العربي.5 : تأسيس مراكز ابحاث ودراسات متخصصه تعنى بالفكر والحياه والثقافة  … الخ 

ذلك الجانب الذي اكتشفنا ضعفنا الحاد فيه بعد ان اهتزت الكيان الانساني فينا وانهار واكتشفنا ان تديننا فيه مشكله وإنسانيتنا هلاميه خادعه وثقافتنا تائهة واعلامنا موبوء.  فلم يردعنا دين او ثقافه او انسانيه ان يكون ابنائنا داعشيون ومهاجرون قتله ومحاربونا مجرمون وثوارنا متآمرون والبقيه متفرجون شبه مخدرون مشوشون بين التبذل والتفسخ و التشدد و الانكفاء. ولتأزم الشخصية العربية في ثقافتها ودينها وقيمها اثر كبير في الواقع الردي الذي نعيشه من حروب وكوارث وتمزق وتامر وادلجة  وفتن. لأيمكن انجاز ما سبق وغيره اذا لم يتم اخراج الجامعة من القبر واخضاعها لعملية افاقه مركزه.

 

مقالك248

التعليقات

تعليق واحد على "الجامعة العربية الدور أو الدوران في الفراغ – بقلم الدكتور فايز بن سعد الجبيري الشهري"

  1. صح لسانك كلام سليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *