الأخ عبدالله بن محمد بن شديد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بعد انتهاء أيام العزاء في حرمكم ام علي
وان كان العزاء فيها لن ينتهي بمرور ايام واشهر وسنين
لن ينتهي الا بجبر خواطر قد كسرت
لن ينتهي طالما نرى مأثر المرحومة
لن ينتهي ونحن نشاهد الدموع تنسكب من عين علي
ونرى الصمت على محيا سلمان
ونلمح الشحوب على وجه محمد
لن يينتهي العزاء ونحن نعلم الشرخ الكبير في قلبك الكبير
كل هذا ندركه جيداً
كل هذا نستشعره وانت تستقبل المعزين صابرا
تحاول حبس سيول الدموع وتجفيفها من على الوجنتين قبل ان تبلل شعيرات الدقن وقبل ان تنسكب الى الارض
كل ذلك من اجل حفظ طهر الدموع ونظافتها وصدق تعبيرها المعبر عن صدق المشاعر والعواطف لرفيقة الدرب منذ الصغر
لم يكن يوم اقترانك بام علي عادياً في عرف اقرانك فكنت
صبياً يافعاً
وكانت طفلةً بريئة
بداءت حياتكما بصدق المحبة المتبادلة واستمرت وتعززت بعطاء الرحمن لكما الابناء والبنات
كان الود غذاء الحياة لكما
لكن ابت الاقدار الا ان تعصف بهذه الاسرة لتبداء ام على صراعاً مريراً مع المرض وتبداء رحلة البحث عن العلاج اكثر من عشرين عامٍٍ وهي تتنقل من مدينة الى خرى ومن مصحة الى مصحة وانت الرفيق الملازم وانت الصاحب المرافق وانت الملجأ بعد الله حتى استقر بكم الحال في الرياض واجتمعت الاسرة لتحيطونها بالرعاية وتضربون بذلك اروع الامثال في الوفاء والرعاية حتى ودعتكم الى جوار الرحمن
اخي ..
لقد ضربت مثلاً في الوفاء والتضحية والصبر
في عصر قلما نجد من تجتمع فيه هذه الصفات
لقد بذل الى جانبك ابناءك وبناتك من الصبر والتحمل مايجعلهم مثلاً يقتدى به في البر
لقد وقف الى جانبك والدك واخوانك وارحامك
مايوكد ان المعروف قايم الى قيام الساعة
لقد شاركوك اقاربك وجماعتك ومحبوك
فعبروا عن مشاعرهم بوقوفهم الى جانبك وتوافدهم اليك في ايام العزاء والسنتهم تلهث بالدعاء للفقيدة بالرحمة ولكم بالصبر والسلوان
ان هذا التعاطف لم ياتي مصادفة ولكن وفاءك وتضحياتك المتابعة من الجميع جعلت لك هذا الحب في القلوب والتعاطف في المشاعر
هنياً لك هذا
وهنياً لام علي بوابل الدعاء
رحم الله ام علي
وجبر الله خواطركم جميعاً
والحمد لله
فله ما أخذ وله ماعطى
التعليقات