يقول تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) …. حقاً أن الدين قد اكتمل، وبموت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، طويت الصحف ُ وجفت الأقلام وانقطع الوحي وفُرشت المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها، لايزيغ عنها إلاهالك!
ولقد رضي ربنا عزوجل لنا الإسلام دينا، فهو رب الناس جميعاً وأعلم بماينفعهم، لذا أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، وأكد على ضرورة إتّباع هذا الدين العظيم فقال ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )!
لايشك المؤمنون أبداً في صلاح هذا الدين، لكل زمان ومكان وأنه دينٌ وحياة وأن فيه كل الحلول لأزمات الأمة وعثراتها ، ومن البديهي أننا بحاجة ماسّة وضرورة حتمية لحل مشكلاتنا ومأسينا في هذا الزمن المنكسر الذي تتتابع الخطوب فيه علينا وتتهاوى من كل جانب، حتى غدت تأتينا من بعض أبناء أمتنا ومن بلادنا التي هي مهبط الوحي وقبلة المسلمين وحاضنة المشاعرالمقدسة ومنبع الإسلام.
إن السبب الرئيس في وقوع بعض الشباب في شرَك الإنحراف سواء في أقصى اليمين غلواً وتطرفاً وخروجاً أوفي أقصى اليسار تفريطاً وفسقاًو إلحادا، هو البعد عن التدين الصحيح،. مع القرب من التغريب البغيض الذي يسلخ المسلم من ثوابته وقيمه الحميدة ومسلماته الأصيلة. فالشباب يقعون بين (١) مطرقة التدين البائس المتطرف (٢) وسندان التغريب الأعرج الموبوء. وهذا يجعلنا نتيقن بأن الدواء فيما يلي :
(١) – نشرالدعوة لله تعالى وتبصير الشباب والناس كافة بالتدين الصحيح الذي عليه رسول الله وأصحابه وسلف الأمة المعتدلون.
(٢)- إبعاد الناس عن الفكر التغريبي اللبرالي الذي يسلخ الأمة من ثوابتها، ويخلق ردّة فعل متطرفة بغيضة. لذا فإن نشر الدعوة الصحيحة المعتدلة التي ينتهجها علماؤنا ودعاتنا المعروفون البارزون، والذين يحملون العلم الشرعي المؤصل والبصيرة والحكمة، والذين ينأون عن الإرجاء وتفسيق علماء الأمة المعروفين وتزكية التغريبيين من اللبراليين والرافضة وغيرهم، هو الحل الناجع والدواءالنافع !!!
بيد أن نشر الدعوة إعلامياً ومن خلال المدارس والجامعات والمنابر الدعوية لن يكون ناجحاً كما ينبغي،إلا وفق مايلي :
١– تحجيم المد التغريبي، في جميع مصادره ومنابعه، حتى يتلاشى ويذوب وذلك بإسكات اللسان التغريبي الذي يدعو لنسف القيم والثوابت الدينية، وكفّ اليد الكاتبة العابثة، التي تكتب ضد الدعوة والدعاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بغضاً في الخير لاحباً له، وبطمس الفساد الذي تبثه قنوات الفجور التغريبية !!
٢- إبعاد التغريبيين عن المفاصل الهامة وأحجار الزوايا، والمراكز القيادية العليا بقدر الإمكان.
٣- إبعاد ذوي المناهج ( اللبرواسلاميك ) عن القيادة في المراكز الحيوية الهامة والذين يدعون للإنبطاح على الثغور والعمل بالجرح والتعديل لدعاة هذا الدين فحسب، ومنعهم من دعوتهم التي تمزج بين الإرجاء والتعديل لمن تشاء، والجرح والتفسيق والتكفير لمن تشاء، مع الإدعاء كذباً منهم، بأنهم هم السلفيون، والسلفية منهم براء.
٤- إبعاد ذوي التطرف والغلو، البيّن الواضح والذي فيه برهان، عن القيادة في المراكز الحيوية، والعمل بها ! وبهذا نكون قد ارتقينا بأجيالنا القادمة وشباب الأمة والوطن، وبصّرناهم بالتدين الصحيح وفق كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وأبعدناهم عن الوقوع في نتن الدعشنة ووخم القاعدة، وجنبناهم عن مزابل اللبرالية والتغريب، ليكونوا شباباً معتدلاً في تدينه، مدافعاً عن دينه ووطنه، طائعاً لولاة أمره بالمعروف في اليسر والعسر والمنشط والمكره!
التعليقات