الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

مشاهداتٌ رمضانيةٌ – بقلم/ لواء م . محمد مرعي العمري

مشاهداتٌ رمضانيةٌ – بقلم/ لواء م . محمد مرعي العمري

لقد أنعم المولى سبحانه على هذه الأمة بمواسم طاعاتٍ كثيرةٍ طوال العام ، ومنها  شهر رمضان ، والعاقل الكيِّس من يغتنمُ هذه المواسم ويتزوَّدُ لطريق السفر الطويل الذي سيسلكه بعد ترك هذه الدنيا الفانية ، فهي بمثابة حقل نغرس فيه أعمالنا لنبدأ الحصاد مع بداية حياة البرزخ والتي سنمكثها تحت الأرض لِحِقَبٍ لا يعلم مداها إلاَّ الله ثم ما يعقبُها من نهايةٍ محتومةٍ ، أسأل لي ولكم ولوالدينا ولجميع المسلمين بأن نكون ممَّن لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون .

وتبعاً للمقدمة السابقة فأنا قبل البدء في الحديث عن مضمون هذه الخواطر لا بُدّّ أن أُقِرَّ بأني لست بالمؤهل للخوض في أمورٍ دينيةٍ وفقهيةٍ يقصر عنها فهمي وإدراكي المتواضع فرحمَ الله إمرءاً عرف قدْرَ نفسِه .

لكن لعلّ أغلبنا يلحظ بعض المشاهدات المتكررة كل عام ، والتي أرى بأنها تحتاج إلى وقفات لمراجعة ومحاسبة أنفسنا وتصحيح ما قد يعتري تلك الممارسات من سوء فهمٍ وأخطاءٍ تجلب لنا الأوزار  ثم عندما توفى كل نَّفسٍ ما عملت نندم ولات ساعة مندم ، ومن ذلك  :

 – أن المساجد تكتظُّ بالمصلين في صلاتي المغرب والعشاء في ليالي رمضان بينما لا يلاحظ هذا التوافد في صلوات الفجر والظهر سواءً في رمضان أو في غيره  ، وكأن من شرع لنا الصلاة والصيام في رمضان لم يفرض الصلاة جماعةً في كل الأوقات طيلة أيام السنة ، ألا تحتاج مثل هذه الملاحظة التوقف عندها ومحاسبة أنفسنا ؟؟
ألا تحتاج إلى التنويه عنها من علمائنا وطلبة العلم ؟؟

 – تزدحم وسائل التواصل كل رمضان برسائل الحثِّ والتوعية بإخراج زكاة الأموال وإرسال الجداول الحسابية للنصاب الواجب فيه الزكاة …!!

وهذا من الخيرية التى أثنى بها الله سبحانه على أمتنا أنها تأتمر وتتواصى بينها بالمعروف وأقدر حرص بعض الموسرين بأن يكون إخراج زكاة أموالهم  في رمضان لروحانيته .
ولكن الخشية أن يُفهَم أن هناك علاقةٌ وثيقةٌ وربطٌ غير صحيح بين ركني الزكاة والصيام وكأن رمضان هو توقيتٌ موحَّد للحول الذي يجب على المسلمين إخراج زكوات أموالهم فيه وما عداه من أيام وشهور السنة يُعَطَّل فيها الركن الثالث من أركان الإسلام  إلاّ إذا كان البعض يرى بأن إخراج زكاة الأموال تكون في رمضان أعظم أجراً حتى لو تجاوز الحول الذي وجبت فيه ؟؟
وهنا يبرز تساؤلٌ آخر : هل من تنطبق عليهم مشروعية إستحقاقهم للزكاة من المصارف الثمانية المذكورة في كتاب الله مستغنون طوال العام ؟؟ .
وفي هذا الصدد نتطلَّع إلى تبصير الأمة وتصحيح هذا المفهوم لدى الناس من خلال  خطب الجمعة والبرامج الإعلامية وحِلَق الذكر الرمضانية في المساجد .

–  أيضاً من المشاهدات المؤلمة حقَّاً وقد كتبتُ عن هذا من قبل ، وهو حينما يكون هناك إعدادٌ وتخطيطٌ  مسبقٌ لإقامة منافساتٍ ومسابقاتٍ رياضيةٍ في ليالي رمضان في الأحياء والنوادي ولدى بعض كبريات الشركات والبنوك ، فنحن بهذا العمل نوجِّه شباب الأمَّة بطريقةٍ أو بأخرى إلى تحويل مفهوم روحانية رمضان إلى مضيعة الوقت في هذه الأيام المعدودات بلياليها المباركة من خلال كيفيةٍ تساعدنا على تجاوز متاعب الصيام بينما الحقيقة التي لا مواربة فيها أن جلُّ من يشاركون في تلك الفعاليات يقضون نهارهم في سباتٍ متواصلٍ يتهاونون فيه حتى عن أداء الصلوات في أوقاتها مع الجماعة في المساجد بينما يكون التركيز منصبٌّ على شحذ الهمم للإستعداد لتلك الفعاليات والظفر فيها بالمراكز المتقدِّمة .؟؟

فاللهم أغفر لنا ما أسررنا وما أعلنَّا وما أنت أعلم به منَّا ، اللهم وأصلح لنا ما قد نجهله قولاً وعملاً وأجعل أعمالنا خالصةً لوجهك الكريم وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين .!!

‏    m-malamri@hotmail.com

 
 
مقالك37

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *