صحيفة النماص اليوم :
في شهر رمضان المبارك يكون لكل منا ذكرياته في هذا الشهر الفضيل ، وهى ذكريات ترتبط بالماضي لكنها تطبع الحاضر بذكرى رائعة لا تنسى مهما مرت السنوات . واللواء متقاعد د . جرمان أحمد الشهري. له ذكريات لا تنسى ، فيتذكر في هذا الشهر الفضيل بقوله : ” في عام ١٩٨٨ ميلادية ، كنت ضمن الضباط المبتعثين إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي تلك الحقبة الذهبية وماقبلها من الزمن الجميل ، كان سفر السعوديين إلى أمريكا متعة ، وقدومهم إلى مطاراتها مرحب به جدا جدا ، كانت تلك الفترة الجميلة وذلك الترحيب قبل أن يهدد الإرهاب السلام العالمي .” ويضيف أنه عندما وصل مطار جون كندي بنيويورك ، وما أن هبطت الطائرة ودخلنا إلى صالة المطار ، حتى استقبله ضابط الإرتباط الأمريكي المسؤول عن استقبال السعوديين ، وكان استقباله له قبل الإصطفاف أمام موظفي الجمارك المعنيين بتفتيش الحقائب ، فطلب منه جواز السفر وبطاقات تعريف الأمتعة ، وأخذه بعيدا عن خط الإصطفاف ، ليعبرا من أمام أحد موظفي الجمارك الذي اكتفى بنظرة سريعة على الحقائب دون تفتيشها ، ومن ثم إلى موظف الجوازات الذي ختم على الجواز مع ابتسامة جميلة وترحيب حار ، ثم إلى مقر السكن المعد للإقامة .
ويضيف اللواء الشهري في ذكرياته :” وبدأنا دراستنا في شهر رمضان المبارك ، وفي إحدى المحاضرات ، جاءتنا معلمة تحمل في يدها كيسا مملواء بالشوكولاتة ، ثم عرفتنا بإسمها ، وقامت بتوزيع حبات من تلك الشوكولاته على جميع الطلبة والطالبات ، وعندها قام الجميع بالشروع في تناول الشوكولاتة ماعدا أنا وضعتها في جيب بدلتي ، وقد لاحظتني المعلمة فاستغربت وسألتني قائلة :”هل هديتي لم تعجبك ؟ فقلت لها :” كلا ، ولكني مسلم صائم وسوف أتناول هديتك عند الإفطار في المساء .. فما كان منها إلا أن قدمت أسفها واعتذارها لي ، ثم قالت لبقية طلبة الفصل ، من فضلكم توقفوا عن أكل الشوكولاتة حاليا احتراما لمشاعر زميلكم الصائم وبإمكانكم أكلها لاحقا في الإستراحة بعد المحاضرة خارج الفصل “. ويضيف اللواء الشهري :” هذان الموقفان لضابط الإرتباط في المطار والمعلمة في الفصل ، مازلت أذكرهما كلما دخل علينا هذا الشهر الفضيل ، ولعل هذين الموقفين يبينان ماكانت عليه الحالة السائدة في المجتمع الأمريكي من حسن المعاملة والترحاب البالغ بالسعوديين ، قبل أن يعكر الإرهاب صفو العلاقة ، ويخلق بيننا وبينهم فجوة سلبية ، أثرت على كل من يحمل الجواز السعودي ، بسبب قلة قليلة لا تمثلنا ولا تمثل ديننا ولا أخلاقنا”.
التعليقات
تعليق واحد على "اللواء د. جرمان الشهري .. من ذكرياتي في رمضان مواقف لا تنسى في أمريكا"
كفو ياصبي آل زيدان ليت من ضربك مئة على قول شاعر زهران ونسال عسي المانع خير انقطعت عن الكتابة في جريدة عكاظ وليس لك حضور كسابق عهدك في المشاركات الاعلامية